مطماطة : مواقع أثرية في الطريق للهباء..

عرفت مدينة مطماطة من ولاية قابس بطابعها المعماري الفريد الذي وصل صداه إلى مختلف أصقاع العالم ..معمار فريد تمثل في منازلها الحفرية تحت الأرض وسلسلة جبلية محاطة بها في عمقها حياة أناس تعايشوا مع الوضع بمختلف ألوانه وبعاداتهم وتقاليدهم المميزة عن باقي الجهات .. ما لم يعرفه زوار مطماطة أن المنطقة فسيفساء من الأماكن الخلابة والآثار والتراث المادي واللامادي ..فعلى غرار الجبال الصامدة والمنازل الحفرية توجد العمارات الدينية ، الاقتصادية و الدفاعية أيضا .وهي نقاط سياحية وتراثية متنوعة كـ” القطار ” وهو عين ماء يوجد في عمق 20 مترا في الجبل هيّأه الفرنسيون وكان المصدر الوحيد للري في مطماطة .

“سيدي موسى الجمني” أيضا من بين هذه المواقع والذي يمثل معلم ديني وفرع من فروع الزيتونة والمتضمن لأكثر من الالف مخطوطة، و”دار الصلاة” الذي هو عبارة عن معلم اليهودي أو المصلى إضافة إلى “دار كواست” الموجودة في أعلى الجبل وقبلة للرحل العابرين مطماطة في اتجاه الشرق أو الحج مثلما ما تتداوله الخرافات التاريخية .. كل هذه الأماكن لم تجد حظها رغم رواج أسماءها ورغم انها تعد مخزون تراثي وثقافي زاخر.مواقع يمكن أن نقول بأنها تشهد تهميشا وسوء استغلال وغياب تدخل الدولة فيها رغم انها تستحق الاكتشاف. غياب لم يكترث له أبناء المنطقة وحاولوا جاهدين إعادة الحياة لهذه الآثار من خلال ضبط مشروع المسلك السياحي البيئي التي أعدته جمعية صيانة مدينة مطماطة لكنه لازال حبر على ورق. فمتى ستتحرك السلط لحماية هذا المخزون التراثي ؟؟

وفاء عبودة