خمسينية المهرجان الدولي للصحراء بدوز: دورة الارث التاريخي

وفي هذا السياق، أفاد مدير المهرجان شريف بن محمد أنّ دوز تحتفل بخمسينية انبعاث مهرجانها الدولي الزاخر بعروضه الشيقة والمعرّف بأصول هذه المنطقة وتقاليدها وارثها البدوي، وانطلقت الاستعدادات لإنجاحه وتأمين هذه “الوجبة الدسمة من العروض” منذ ثمانية أشهر. وتميّزت هذه “الوجبة” بتكريم الهيئة المديرة على مجهودها وتكريم مؤسسي هذا المهرجان كاعتراف بالجميل وما بذلوه من جهد وقدموه من عطاء لإعلاء شأن المهرجان وإشراقه إلى أن ذاع صيته دوليّا بالإضافة إلى تكريم ثلة من المبدعين والكتّاب بمدينة دوز من خلال جمع الوثائق والصور والمعلّقات حول الدورات السابقة لتكون دورة الوفاء والاعتراف بالجميل.

وأكّد في لمحة لتاريخ المهرجان وإبراز عراقته أنه تأسّس عام 1910 محليا ارتكز فيه على سبق المهاري لما تمثّله من أهمية تراثية في تلك المنطقة ثمّ وطنيا سنة 1967 ليصبح منذ 1981 دوليّا يستقطب السياح ويساهم في تنشيط الدورة الاقتصادية للبلاد. يشارك في هذه الدورة عدد من الدول الشقيقة والصديقة بعروض للفنون الشعبية على غرار ليبيا والجزائر ومصر وفلسطين والكويت وفرنسا وألمانيا وبلجيكيا.

وقال أنّ المهرجان قد شهد أياما تنشيطية انطلقت منذ 11 ديسمبر الجاري، وتميزت بتنوع أنشطتها من أفلام وثائقية حول تاريخ المهرجان ورياضية إضافة إلى عدّة عروض مختلفة للأطفال على غرار عرض “عمي رضوان” وعروض الدراجات كما يشارك في المهرجان 25 شاعر وشاعرة من دول مختلفة ويتضمّن سهرات فنيّة ليلية تتضمّن سهرة للشعر الفصيح وسهرة “السامور” وسهرة لعرض الزيارة وسهرة للشاب بشير وسيقع متابعة العروض التراثية والتقليدية على غرار سباقات الخيل والمهاري وعراك الفحول وصيد السلوقي  مشاهد قافلة والمرحول والدولاب والصيد بالسلوقي واعراك الفحول وسباقات الخيل وسباقات المهاري بساحة “حنيش”.

وأضاف أنّ هذه الدورة ستشهد عرضا للملحة الفرجوية التراثية الضخمة ” خضراء” بساحة “حنيش” التي تعدّ عرضا للسيرة الهلالية برؤية جديدة من إخراج حافظ خليفة ومشاركة ثلة من نجوم التمثيل مثل محمد كوكة وصالح الجدي وصلاح مصدق ودليلة المفتاحي ووحيدة الدريدي ونادرة لملوم وعاطف بن حسين وليلى الشابي.

ومن جانب آخر، أكّد بن محمّد أنّ دوز تعدّ متحفا صحراويا ثقافيّا نظرا لمحافظتها على العادات والتقاليد الصحراوية الراسخة حيث تصبح الصحراء مصدرا للإبداع الثقافي والثقافة منبعا لخدمة التنمية. كما تسعى هذه المنطقة للتطوير من المهرجان لاستقطاب أكبر عدد من السياح والزوّار وبالتالي المساهمة في إنعاش الاقتصاد التونسي من خلال تشجيع السياحة التي تجلب العملة الصعبة.

وأضاف بن محمّد أنّ هذا المهرجان لابدّ له من دعم جيّد نظرا لعراقته وإنعاشه للسياحة وتوفير العملة الصعبة واعتباره “شيخ المهرجانات”، إلاّ أنه يشكو ضعف التمويل حيث لا تتماشى عظمة أنشطته مع الميزانية الضعيفة المرصودة له والتي بلغت 400 ألف دينار حيث دعّمته وزارة السياحة بـ200 ألف دينار وسهرة عرض الزيارة بينما دعّمته وزارة الثقافة بـ100 ألف دينار وسهرة الشاب بشير ودعم بـ 100 ألف دينار من معرض الصناعات التّقليديـة.

ودعا إلى تدخّل السلطات المعنية في تحسين ميزانية المهرجان الدولي للصحراء بدوز لكونه  زخم ثقافي وابداعي ثري ومتنوع يجمع بين المتعة والإفادة والفرجة تعيشه المنطقة.

ومن جهته، صرّح مخرج الملحمة الفرجوية “خضراء” عن السيرة الهلالية حافظ خليفة أنّه سيفتتح بها المهرجان وتتضمّن ثلّة كبيرة من الممثلين القديرين على غرار محمد كوكة وصالح الجدي وصلاح مصدق ودليلة المفتاحي ووحيدة الدريدي ونادرة لملوم وعاطف بن حسين وليلى الشابي وكمال العلاوي وعبد اللطيف بوعلاق ونور الدين العياري وتوفيق الخلفاوي وشيماء توجاني وسهام مصدق وبلقاسم بلحاج علي.

وقال أنّ الهدف من هذا العمل الملحمي الضخم هو تكريم الاديب التونسي الكبير الراحل محمد المرزوقي احتفالا بمئويته بالاعتماد على بحوثه التاريخية حول خصائص الحياة البدوية  خاصة من خلال كتابيه “على هامش السيرة الهلالية” و “الجازية الهلالية” لما يتضمّنه من زخم للتراث البدوي والحياة الصحراوية والريفية وبالتالي التراث اللامادي.

ويشارك في هذا المهرجان 80 حرفــي من مختلف الجهات للتعريف بخصوصيات الولايات المشاركة ولترويج منتوج الصناعات التقليدية في إختصاصات متنوعة ومتميزة على غرار الألياف النباتية والنسيج اليدوي والخزف الفنّي وتقطير الأعشاب والحلي وخشب النخيل والبلغة…
وتمّ تنظيم هذا المعرض من قبل الديوان الوطني للصناعات التقليدية بقبلي في الــدّورة التاسعة لمعرض الصناعات التّقليديـة الذي تزامن مع المهرجان وسيتمّ تدشين المعرض من قبـــل وزيرة السياحة والصناعات التقليدية السيـــدة سلمى اللومي الرقيق وذلك يوم الخميس 28 ديسمبر 2017 على الساعة العاشرة صباحا.

يفتح المعرض أبوابه لاستقبال الزوار يوميا مجّانا من الساعة العاشرة صباحا إلـى الساعة السابعة مسـاءا.