الدورة الثانية للمعرض الوطني للكتاب التونسي: حلقات الأديبات المعاصرات “أدب السجون”
نوافذ
27 ديسمبر، 2019
الفنون السبعة
855 زيارة
بحضور الدكتور محمد زين العابدين وزير الشؤون الثقافية والسيد محمد الناصر رئيس الجمهورية التونسية ورئيس مجلس النواب الأسبق وإيمان بوخبزة مديرة الدورة الثانية للمعرض الوطني للكتاب التونسي ومحمد صالح معالج المدير التنفيذي للمعرض و رئيس اتحاد الناشرين التونسيين وثلة من الأدباء وإطارات الإدارة العامة للسجون والإصلاح، تم اختتام حلقات المبدعات المعاصرات التي تنظمها وزارة الشؤون الثقافية المندرجة ضمن النشاط الثقافي للمعرض الوطني للكتاب التونسي في دورته الثانية وذلك يوم الخميس 26 ديسمبر 2019 بقاعة صوفية القلي بمدينة الثقافة.
وتمثل حلقات الأديبات المعاصرات لقاء يجمع بين الأديبات التونسيات اللاتي يكتبن عن الحرية والمساواة وحقوق الانسان للتعريف بهنّ والتحاور معهن ولحفظ مسيرتهن ومنجزاتهن في منصة الكترونية خاصة بهن.
وتم في هذا الاطار تخصيص حلقة لأدب السّجون تم خلالها استضافة مجموعة من المودعات في الاصلاحيات ونزيلات سجن النساء بمنوبة ممن يهوين كتابة الشعر والقصة والخاطرة للاستماع إلى تجاربهن في جلسة ترأسها الشاعر أحمد شاكر بن ضيّة تحاور فيها مع المعتقلة السياسية الفلسطينية العراقية السابقة هيفاء الزّنكنة التي أشرفت على ورشة كتابة مكّنت خلالها سجينات الرّأي العراقيات، الفلسطينيّات والتّونسيات من كتابة تجاربهن مع التعذيب في السّجون والمعتقلات فكانت النتيجة كتاب “حفلة لثائرة ” ثمّ وفي تونس جمعت 19 نصّا لمعتقلات (1980/1990) في كتاب ” دفاتر الملح “والذي قدمه الدكتور شكري المبخوت وهي حاليا بصدد الاشراف على ورشة مع سجينات سبعينيات القرن الماضي في تونس.
وخلال هذا اللّقاء قالت هيفاء الزّنكة:” عادة سجينات الرّأي لا يتحدثن عن تجربة السجن لأنها عادة ما تمسّ الكرامة وحرمة الجسد والشّرف ومجرد ذكرها مؤلم فكيف لو تمت كتابتها.” مضيفة أنّ تجربتها مكنتها من استنتاج أنّ الجلاد واحد في كل مكان وزمان مما زادها إصرارا على السؤال كيف نحول شخصا متألما إلى مبدع وأكّدت قائلة:” اكتشفت أن الأمر مرهون في توفير ورقة وقلم تسجل عليها الاحداث مع ذكر الزمان والمكان ثم يتم تعليم السجينات كيف يبتعدن عن “سردية المظلومية “والاقتناع في داخلهن بأنهن مناضلات تكتبن لأنهن تحررن.”
وفي نفس الإطار قرأت حميدة العجنقي سجينة رأي سابقة قصتها وتجربتها في السجن وبعد الخروج منه وكيف أنها وعائلتها وخاصة والدها لم يتقبلوا ما حدث لها حتى أنّ والدها رفض أن تخرج عروسا من بيته وقالت :” عندما تمكنت من الكتابة والبوح بألمي تخلصت من حمل ثقيل كان سبب تعاستي”. وهو ما جعل رئيس الجمهورية السابق السيد محمد الناصر يحتفي بها ويسألها بحرارة عن حالها اليوم ويثني على تجربة أدب السجون قائلا :” على المجتمع أن يتقبل هؤلاء الذين ظلموا أو سجنوا من أجل آرائهم أو الذين زلّت بهم القدم وأن يفسح لهم قانونيا ومجتمعيا مجال العودة إلى العائلة والمجتمع والاندماج في الدورة الاقتصادية.” ثم أثنى على تجربة تمكين نزلاء السجون من ممارسة الفنون والخروج بهم للعرض في الفضاءات العامة وهو ما يمثل تشجيعا لهم ودعوة للممارسة الصحيحة للحياة .
وفي نهاية اللقاء، عبّرت نزيلات الاصلاحية و سجن النساء بمنوبة عن امتنانهم بالكتب التي سلمها المعرض الوطني للكتاب التونسي لمكتبة السجن والكتب التي تم تكريمهن بها في نهاية الجلسة. أما الدكتور محمد زين العابدين وزير الشؤون الثقافية فقد قام بتكريم السيد محمد الناصر وصرح بأن وزارة الثقافة ستواصل تجربة الاشراف وتشجيع الابداع داخل السجون سواء في تظاهراتها الثقافية ومهرجاناتها أو في داخل الوحدات السجينة وبيّن أن هذه الأنشطة ستشمل كل الوحدات السجنية في كامل البلاد كما أكد أن للوزارة برنامج ثقافي خاص بنزلاء السجن على مدار السنة (أدب شعر مسرح سينما فنون تشكيلية..) يتم الاشتغال عليه ليعرض في نهاية موسم سنة 2020 ويكافئ المبدعون المتميزون منهم بجوائز مادية ومعنوية.