المنتدى الجهوي الثاني للعدالة البيئية بجهة القيروان من أجل تطبيق العدالة البيئية
نوافذ
28 أكتوبر، 2019
وطني
959 زيارة
من سنة إلى أخرى تشهد الحركات الاجتماعية البيئية تطورا ملحوظا، فلئن اختلفت آلياتها وأشكالها النضالية فإنها تلتقي حول مبدأ أساسي وغاية واحدة هي الحق في العيش في بيئة سليمة ومتوازنة إلى جانب الحق في الماء الذي أصبح قضية نضال يومي من أجل البقاء، نضال ضد اللاعدالة الاجتماعية والسياسات الظالمة والغير منصفة التي تضع المواطن في مواجهة آفتي التلوث والعطش. فمن خلال تجربتنا في مرافقة ومتابعة والدفاع عن الحركات الاحتجاجية منذ انطلاق مشروع العدالة البيئية رصدنا تنامي هذه الحركات وتوسع رقعة نضالها واحتجاجها إذ رغم كثرة الاحتجاجات ومشروعية المطالب إلا أن التعامل الرسمي ظل سلبيا تعوزه الجدية والإرادة مما عمق الفجوة بين المواطن والسلطة ممثلة في الإدارة والمؤسسات وعزّز لدى المواطن الشعور بأن همومه ومشاغله وحياته هي آخر اهتمامات الدولة.
من هذا المنطلق جاءت فكرة تنظيم المنتدى الجهوي للعدالة البيئية الذي كانت نسخته الأولى في أكتوبر من السنة الماضية انطلاقة جادة للدفاع عن حق المواطن في البيئة سليمة فكان فرصة هامة لتقريب الرؤى وتجميع كل الأطراف الفاعلة وتحديد خطة عمل مشتركة. ولئن نجحنا في حلحلة بعض الملفات وتمكين عدد من المواطنين من حقهم في الماء ومن حل بضع الإشكاليات البيئية إلا أن المعركة لا تزال متواصلة نظرا لتراكم الإشكاليات مقابل غياب الحلول الجذرية.
وحتى لا تبقى هذه الحركات مبتورة ومعزولة، وحتى نتقدم خطوات أكثر في الملفات البيئية بالجهة وحتى تتقلص الفجوة الحاصلة بين السلطة المركزية والجهوية وبين تطلعات المواطن، ننظم هذا المنتدى في نسخته الثانية تحت شعار “من اجل تطبيق العدالة البيئية” لمواصلة العمل وتوسيع دائرة النقاش والتشاور وفتح قنوات حوار بين جميع الأطراف كما سيتم خلال المنتدى الإعلان عن تأسيس لجنة جهوية للدفاع عن الحقوق البيئية والتي ستمثل انطلاقة جديدة ومنظمة للنضال ضد الانتهاكات البيئية وتمنح أعضاءها فرصة تطوير آليات نضالهم والتشبيك بين النضالات المحلية والجهوية والنضالات الوطنية في جهة هي الأولى على المستوى الوطني في نسب الاحتقان الاجتماعي.
هذا المنتدى سيكون يوم الخميس 31 أكتوبر 2019 بنزل القاري بالقيروان انطلاقا من الساعة التاسعة صباحا، يحتوي البرنامج على جلسة عامة صباحية بحضور الإدارات والهياكل الجهوية المعنية بالشأن البيئي والمائي بالجهة ومنظمات المجتمع المدني والخبراء والنشطاء كما ستُثرى الجلسة بشهادات حية عن الانتهاكات البيئية ومشكل العطش بالجهة.
أما الفترة المسائية فستخصَّص لأشغال الورشات (ورشة الحق في الماء وورشة المصبات العشوائية والمراقبة وكيفية التصرف في النفايات) والتي ستنبثق عنها مقترحات وتوصيات تكون قاعدة العمل في المرحلة القادمة.
هذا ولا ننسى أن المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية فرع القيروان وفي إطار التحضير للمنتدى الجهوي للعدالة البيئية نظم مسابقة في التصوير الفوتوغرافي لاختيار أحسن صورة تعكس انتهاك الحق في الماء أو في بيئة سليمة، مسابقة موجهة أساسا للشباب وللناشئة بهدف تعزيز الوعي البيئي والمواطني لدى هذه الفئة وتوظيف طاقاتهم الإبداعية في مجال الصورة في خدمة القضايا العادلة وسيتم خلال المنتدى الإعلان عن الفائز بجائزة أفضل صورة.
معا من اجل الدفع نحو تكريس أسس عادلة لمنوال يحترم حق كل مواطن في الماء وفي بيئة سليمة.