يبذل باحثون أميركيون، جهودا حثيثة في جمهورية الكونغو الديمقراطية، من أجل حل لغز مرض جلدي نادر يعرف بـ”جدري القردة” يستشري اليوم في عدد من البلدان الأفريقية.
ويندرج “جدري القردة ضمن الأمراض الجلدية، وينتقل من الحيوان إلى الإنسان، وفق ما نقلت صحيفة “واشنطن بوست“.
واضطر باحثو المركز الأميركية لمراقبة الأمراض والوقاية منها، إلى السفر عبر زورق صغير إلى بلدة نائية وسط مياه الكونغو من أجل زيارة منطقة استفحل فيها المرض.
وينتمي المرض النادر إلى فئة الجدري، وينتقل بالأساس جراء حصول اتصال بين الإنسان والحيوان، وحينئذ، تنتقل العدوى بين الناس.
غياب اللقاح
ويتسبب المرض النادر الذي ظهر في إفريقيا لأول مرة، بارتفاع في درجة حرارة الجسم وطفح جلدي يتحول إلى بثور بارزة تشبه أعقاب السجائر، ولا يوجد حتى اليوم أي لقاح ضد المرض.
ويتمكن المصابون من مقاومة المرض وتجاوز إفرازاته في حال استفادوا من الرعاية الصحية، ويقول خبراء إن التلقيح ضد الجدري يخفف من وطأة “جدري القردة“.
ويموت واحد من أصل كل عشرة مصابين بمرض “جدري القردة”، وتشكل الإصابة خطورة أكبر على الأطفال.
وتدرج السلطات الصحية في الولايات المتحدة، “جدري القردة” ضمن قائمة مسببات الأمراض على غرار فيروس إيبولا، كما تؤكد كونه تهديدا كبيرا ومحتملا لصحة البشر.
وأثارت تقارير عن انتشار المرض، خلال العام الماضي، قلقا عالميا، ودعت الحكومة الكونغولية الباحثين الأميركيين من أجل المساعدة على تطويق المرض وتدريب الباحثين المحليين.
ويرى الباحثون الأميركيون أن فهم الطريقة التي ينتشر بها المرض ستكون الطريق إلى إيقافه وحماية الناس منه مستقبلا.
ويقطن عدد كبير من مرضى “جدري القردة” في الكونغو ببلدة “مانفويتي”، التي لم يجر تزويدها بالكهرباء ولا بشبكة مياه.
خطر محدق بالعالم
ولا ينحصر خطر المرض في بلدان أفريقية محدودة، إذ من الممكن أن ينتقل إلى بلدان بعيدة في فترة وجيزة، ذلك أن الولايات المتحدة نفسها سجلت إصابات عدة سنة 2003، عقب استيراد تاجر حيوانات قرابة 800 رأس من أفريقيا، منها سناجب وجرذان جرابية كبيرة.
وانتقلت العدوى من الحيوانات الأفريقية إلى 6 من كلاب المروج “الغونيسون”، ولما بيعت الكلاب المذكورة أسفرت عن إصابة 47 شخصا في 6 من ولايات وسط غرب الولايات المتحدة، وتماثل جميع المصابين للشفاء، وفق الصحيفة.
حيوانات مشبوهة
ويشتبه الباحثون في أن تكون الجرذان والسناجب مصدرا للمرض، وتم جلب عدد منها وسحبت عينات من دمها بعد التخدير.
وعقب ذلك جرى حفظ العينات في درجة حرارة تقل عن 117 درجة مئوية، في انتظار أن يجري إخضاعها للتحليل بعد العودة إلى الولايات المتحدة.