الرئيسية / الفنون السبعة / الدورة 55 لمهرجان قرطاج الدولي سهرة الفنانة “فايا يونان”‎

الدورة 55 لمهرجان قرطاج الدولي سهرة الفنانة “فايا يونان”‎

صدق حدس الفنانة السورية فايا يونان عندما راهنت قبل يومين خلال الندوة الصحفية على حب الجمهور التونسي الذي لم يخذلها في سهرة الخميس 18 جويلية جويلية على ركح المسرح الروماني بقرطاج وحضر بأعداد غفيرة ليسمعها ويغني معها…

ففي تمام العاشرة من المساء القرطاجني كان كلاهما –الجمهور وفايا- جاهزا ليبرهن على الحب الذي تجلّى بكل معانيه النبيلة، هي في الكلمات التي انتقتها لأغانيها وبالعبارات التلقائية التي خاطبت بها الجمهور… وهو بالتفاعل الجميل معها من أول السهرة حتى لحظاتها الأخيرة.

عشرون أغنية تقريبا من ألبومها الجديد والقديم غنّتها فايا يونان بصوتها القوي متعدّد المساحات بالفصحى والعامية السورية والعامية التونسية، بحضور لافت باذخ الجمال وابتسامة لم تفارقها غنّت “يا قاتلي” و”بيناتنا مواعيد” و “حب الأقوياء” و”كيفنا اثنيناتنا” و”غنّي إذا أنت غنّي” و”يمكن نسي” و”عيناك” و”مرة طرب مرة سجع” و”صاير حلو ها الشارع الي قبالنا” وأغنيات أخرى تخللتها المفاجأة التي لم تكشف عنها خلال الندوة الصحفية والمتمثّلة في أغنية تأثرت بها كثيرا وأحبتها حدّ البكاء “نرجعلك ديما… ديما” للفنان ياسر جرادي الذي دعته ليشدوا بها معا أمام مئات الهواتف الجوالة التي ارتفعت لتوثق بالصوت والصورة تلك اللحظة الفارقة في مشوارهما… كانت “فايا” كريمة جدا في حبّها لتونس فغنّت للراحل محمد الجموسي “الفن الفن… عمري للفن” التي قالت إن كلماتها تعبّر عنها كما غنّت للرائع لطفي بوشناق “ريتك ما نعرف وين” وبرهنت على سلامة نطقها للهجتنا المميزة…

كل ما غنّته فايا يونان عن الحب كان يصبّ في اتجاه واحد: حبّ الأوطان… تبدأ الأغنية رومانسية تتغزّل بالحبيب وتنتهي بالحب الأكبر…”يداك تلوّح للعائدين/وتحمل خبزا للجائعين/ أحبّ يديك… وأكثر أكثر/ أحبّ بلادي”… غنّت لبغداد وحيّت فلسطين ووجهت سلاما للبنان وكل الأوطان، أما دمشق فقد أعدّت لها أغنية جديدة ستقدمها هناك لأول مرّة لكنها لم تبخل بها على تونس وشعبها الرائع المتضامن مع سوريا ” جار الزمان وليل الدهر أعمانا/ فأشعلي البدر في عليائك الآن/ مازلت أجمل /ولم يزل بردا في القلب شريانا”… واعتبرتها تحية من القلب لتونس.

 الفتاة شديدة الجمال هو المعنى لاسم فايا في اللغة السريانية (إحدى اللغات السورية القديمة)، والجمال هو الدّال والمدلول، هو العنوان الكبير لسهرة أحيتها فنانة جميلة أنيقة بحضور متميّز جمعت بين جمال الشكل وجمال الذوق والحس الفني غنّت للمعاني الإنسانية النبيلة راوحت بين السجع والفصحى، انتقت قصائد عصية على أبناء جيلها على غرار “فليتك تحلو والحياة مريرة/ وليتك ترضى والانام غضاب” للشاعر الأمير أبو فراس الحمداني، كما غنّت باللغة السريانية وأغان من التراث الحلبي برهنت على قدراتها الصوتية العالية والمتلونة.

والتميّز في سهرة مساء الخميس 18 جويلية 2019 على ركح المسرح الروماني بقرطاج كان أيضا لعناصر الفرقة الموسيقية التونسية التي رافقت فايا يونان وعزفت باقتدار وحرفية في التنقل بين الأنماط والإيقاعات التي قدّمتها الفنانة على امتداد ساعتين كاملتين.

عن نوافذ

شاهد أيضاً

كلنا نغني في المسرح البلدي: جمهور استثنائي في سهرة الزمن الجميل

احتضن المسرح البلدي بالعاصمة مساء يوم الخميس 07 نوفمبر 2024 عرضا فنيا استثنائيا بعنوان كلنا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *