ندوة صحفية “ملوك الطوائف” لمنصور الرحباني
نوافذ
13 جويلية، 2019
الفنون السبعة
737 زيارة
ملوك الطوائف تروي مرحلة هامة من تاريخ العرب في الأندلس، يوم راحت الدولة الموحّدة تنقسم إلى دويلات، واستغلّ كل حاكم أو أمير مدينة سمّاها مملكة ودُعي الجميع ملوك الطوائف…” لم يجد غدي الرحباني أفضل من هذه الجمل التي خطّها الراحل منصور الرحباني “مؤلّف وملحن ملوك الطوائف” لتقديم هذا العمل الذي يعرض مساء الاثنين والثلاثاء 15و16 جويلية 2019 على المسرح الروماني بقرطاج في إطار الدورة الخامسة والخمسين لمهرجان قرطاج الدولي… تلك الكلمات التي أوضح فيها أسباب اختيار العائلة الرحبانية لتجسيد هذا العمل ركحيا مضيفا: ملوك الطوائف يتكررون، يعودون في أزمنة وأمكنة متعددّة… ولعلنا اليوم نعيش هذا التاريخ وقد نصادف أحد هؤلاء الملوك يتصدّر إحدى الحفلات، أو يصرّح ل…وسيلة إعلامية.
خلال الندوة الصحفية التي انعقدت صبيحة السبت بنزل رمادة بضاحية قمرت حضر مروان الرحباني المخرج وغدي وأسامة الرحباني المشاركان في التلحين والتوزيع وهبة طوجي وغسان صليبة بطلا العمل وتحدّثوا عن خصوصية ملوك الطوائف التي أنجزت قبل ستة عشر عاما لتروي فترة من أهم تاريخ العرب بقراءة تسقط الماضي على الحاضر وتستلهم العبر وتذكّر بالدرس الذي يتغافل الحكام عن مغزاه… كل واحد من هؤلاء الضيوف أبرز الدور الذي يلعبه في هذا العمل التاريخي الملحمي الضخم الذي وكما بيّن المخرج غير مرحّب به في عديد الدول العربية وهي ميزة تحسب لتونس وبالتالي لمهرجاننا العريق “قلما نرى مهرجانا يستقطب مسرحيات غنائية تنتهج نقد السلطة وتفضح خباياها هذا من ناحية، كما أنها في العموم تعتبر أعمالا مكلفة ولا نعني أجور الممثلين والراقصين وإنما الديكورات والأزياء والإضاءة وسائر المتممات الركحية، وليست كل المهرجانات قادرة على استقبال عمل بهذا الحجم”
الشعب التونسي يكمّلنا، تجمعنا أشياء كثيرة لعلّ أهمها أننا من نسل واحد فقرطاج هي امتداد لصور… وما تنتجه لبنان مرحّب به دائما في تونس.
تحدّث أسامة الرحباني عن أعمال “الأب” مهندس هذا العمل وعن رؤيته العبقرية التي تجعل منها مدوّنة تستمرّ على مدى عقود لأنها تضع الإصبع على موطن الداء، تختلف القراءات لكن التاريخ يتكرّر ف”ملوك الطوائف” مسرحية تحاكي الأجواء العربية السائدة من خلال سرد تاريخي لوقائع عاشتها الأمة العربية في الأندلس وظلت تحت تأثيرها إلى يومنا هذا… اثنان وعشرون دولة تحولت إلى ممالك على كل منها ملك منشغل عن قضايا شعبه بالكيد وحياكة الدسائس لباقي الملوك في السرّ أما في العلن فالنفاق سيّد العلاقات… هذه باختصار الأجواء التي تجري فيها أحداث هذا العمل الملحمي الذي يعرض على ركح قرطاج بعد سنوات من الانقطاع أو ربما الإقصاء.
ماذا تغيّر عن النسخة الأولى سؤال أجاب عنه المخرج مروان الرحباني بحرص فريق العمل على الحفاظ على النص أما التغيير فيطال السينوغرافيا أحيانا حسب فضاء العرض… أما بطلة العمل هبة طوجي فاعتبرت أن ارتباط اسمها بهذه العائلة الفنية العريقة شرف كبير ومسؤولية جسيمة و”ملوك الطوائف” ليس أول عمل مسرحي غنائي تشارك فيه بل لديها أربع تجارب سابقة في هذا المجال علاوة على ألبومات تضم مجموعة من الأغاني من تلحين أسامة الرحباني… غسان صليبة بدوره أوضح ان العمل في المسرح الغنائي عشقه الكبير لأنه يجد نفسه في المكان الصحيح وصوته وسط ذلك المناخ الفني يصبح أجمل وأقدر على حمل المعاني، لكن ذلك لا يمنعه من الغناء منفردا.
عن الحلول التي يقترحها هذا العمل في قراءته المعاصرة للتاريخ العربي أجاب مروان الرحباني ” جمال المسرح الرحباني بكل فروعه يحاول ملامسة الواقع وكشف عيوبه لكنه لا يقدّم حلولا هو فقط يترك في نهاية كل عمل طاقة مفتوحة يفهم منها الجمهور المغزى والعبرة”.
نذكر بأنّ الموعد سيكون مع ملوك الطوائف في عرضين، الأول يوم الاثنين 15 جويلية والثاني يوم الثلاثاء 16 جويلية 2019 بالمسرح الروماني بقرطاج.