تشكو مدينة زغوان من تلوّث بيئي جرّاء مصب للفضلات يبعد بضع أمتار عن المراكز الإدارية والسلط المعنية إلى جانب تهرّم معماري جرّاء منزل قديم آيل للسقوط في أي لحظة ليتسبّب في كارثة بشرية ومادية.
تشتهر مدينة زغوان بمياهها العذبة وطبيعتها الخلابة وقد تعاقبت عليها العديد من الحضارات كالحضارة الرومانية والحضارة الإسلامية وصولا إلى احتضان المهاجرين الأندلسيين.كما أنها تتميّز بتنوّع معالمها الأثرية التي تسحر اللّب وتجلب السياح لتكون منطقة سياحية بامتياز.
هذه المنطقة السياحية والمتميّزة تشكو اختناقا بسبب مصبّ للفضلات غيّر جمال المنطقة إلى بشاعة وهوائها النقي إلى سام، كارثة بيئية في منطقة تحافظ على البيئة.
هذا المصب يجمع عدة فضلات بين مأكولات وحاويات وقوارير بلاستيكية وغيرها تسبّبت في جلب عدد من الجرذان التي زرعت الرعب في قلوب المتساكنين كبارا منهم وصغارا إلى جانب تكاثر الناموس الذي حرم أصحاب المنطقة من النوم ليلا وازدياد عدد الذباب الذي حرمهم الراحة نهارا.
يوجد هذا المصب وسط المدينة بنهج فلسطين يبعد 200 م فقط على مقر البلدية و300 م على مقر الولاية وأقل من 100م على الحي الإداري.
هي كارثة بيئية بأتم معنى الكلمة بمنطقة تتمتّع بعذوبة مياهها وجمال منظرها لتشهد غيابا تامّا للسّلط المعنية من ولاية وبلدية، هل تنتظر هذه السّلط انتشار وباء قاتل كي تقوم بواجبها تجاه هذه المنطقة السياحية؟
مع العلم أنّ المجلس الجهوي للصحة الخاص بولاية زغوان قرّر مؤخّرا النهوض بالقطاع الصحي في ولاية زغوان وتدعيمها بالتجهيزات الصحية كما زار رئيس الحكومة يوسف الشاهد المنطقة منذ أيام قليلة وأشرف على فتح وتوظيف قسم الأمل للإنصات والوقاية والعلاج من الإدمان بالمركب الصحي بجبل الوسط من ولاية زغوان وتهيئته بإعتباره لبنة أولى ضمن الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الإدمان، كيف يكون ذلك وسط كارثة بيئية؟ كيف يكون ذلك والوالي غير موجد ورئيس البلدية مفقود؟ هل تنحصر مسؤوليتهما فقط في الإشراف على التظاهرات الثقافية والبروز في المحطات الإعلامية؟