تضارب في مصالح شركة البرومسبور… و شوشان في قفص الاتهام

منذ تعيين المدير العام الحالي لشركة النهوض بالرياضة مكرم شوشان من قبل وزيرة شؤون الشباب والرياضة السابقة ماجدولين الشارني على اثر صفقة “نوفوماتيك” التي تشوبها رائحة الفساد ورفع عدة قضايا ضد المدير العام السابق والذي التحق بالملكة العربية السعودية للعمل هناك،يبدو أن المدير العام الحالي غرق في مطبات تضارب المصالح للشركة واتبع سياسة المحاباة بين بعض الأطراف السياسية النافذة و رجال الأعمال التي تسيطر على الجامعات والجمعيات الرياضية  ,وكان شوشان قد تسلم مقاليد التسيير مؤقتا في البروموسبور منذ سبتمبر 2017 بعد اقالة البرقوقي، حيث تم تفويض الصلاحيات اليه طبقا للفصل 210 من مجلة الشركات التجارية.

شبهة فساد الصفقات:

لعل ما يظهر للعيان أن الشركة لم تعد مربحة مثلما كانت عليه سابقا إن قارناها بفترة سنوات بداية الثورة (20011-2013)،فالأرقام تدل على تراجع حاد في مداخيل الشركة من 120 مليارا في 2013 إلى  50 مليارا في ألسنة الفارطة .

و يعود التراجع الحاد  لأسباب عدة منها استمرار الاعتماد على الصفقة المشبوهة التي ابرمت مع نوفوماتيك و التي ستستمر ل6 سنوات ناهيك أن الشركة المتعاقد معها فرضت في العقد المبرم ببيع 3000 ألة طرفية” ترمينال” و إلى الحد اليوم الشركة لم تستطع بعد التصرف فيهم وبقيت مئات الألات في مخازنها مما سيعرضها إلى مشاكل مع الشركة النمساوية مع تكاثر شركات الرهانات الموازية التونسية و الغربية .

و اثبتت بذلك  تورّط عدّة جهات في إسناد الصّفقة إلى شركة نمساويّة  خاصّة متفرّعة عن مجمع “نوفوماتيك غروب بمبلغ مالي قدره 23 933 182,066 دينار (قرابة 24 مليون دينار)اعتمادا على المحاباة والمحسوبية من ذلك الرّئيس المدير العام للشّركة السابق  محمد الهادي البرقوقي(عيّن في الخطّة خلال شهر مارس 2011 مكان نجيب غيلب و تمت تنحيته  في سبتمبر 2017 ،يوم انعقاد الندوة الصحفية لاشتهار تفاصيل الصفقة  ) وإطار آخر بذات الشّركة (تمّت تنحيته بعد الفضيحة والعودة في القرار ويشغل ألان مسؤول باحدى شركات الرهانات الموازية  )إضافة إلى طرف خارجي أو الوسيط في توجيه الصّفقة نحو الجهة الفائزة والذي حكم عليه مؤخرا ب10 سنوات سجنا و الذي حصل على فائدة بقيمة 20 % من اجمالي الصفقة .

كما احتجت انذاك الشركة اليونانية   على طريقة إسناد الصّفقة الى منافستها الشّركة النمساويّة ووجّهت للغرض عريضتين الأولى إلى اللّجنة العليا لمراقبة وتدقيق الصّفقات العمومية والثّانية إلى شركة النهوض بالرّياضة حيث قدمت الشركة اليونانية المتضررة دراسة معمقة حول عدم تطابق المرجع المقدم من طرف المزود النمساوي مع ما هو مطلوب بكراس الشروط   في 08 اكتوبر 2015 تؤكد فيها فساد الصّفقة وتشير إلى أنها رفعت عديد الخروقات والإخلالات من بينها على مستوى كرّاس الشروط تمّ إدماج صفقتين في صفقة مع مزوّد اتصالات فيما يخصّ وسائل الاتّصالات وأخرى تتعلّق بطلب العروض لاقتناء وتركيز وصيانة منظومة جديدة لاستغلال والتّصرف في المسابقات  بنفس الصّفة مع مزودين مختلفين وإبرام عقدين مما من شأنه أن يمسّ من شفافية العروض …

وعلى مستوى تقييم العروض سجّلت عديد النقاط من بينها أوّلا عدم تطابق المرجع المقدّم من طرف المزوّد النمساوي حيث أنّه لا يمتّ الى مادّة الرّهان التّعاوني كما جاء في موضوع الصّفقة بل اقتصر على آلات طرفية وكانت كل التقارير وجهت إلى رئيس الحكومة السابق الحبيب الصيد.

تضارب في مصالح شركة البرومسبور:

شركة البرومسبور دخلت في صراع مع الشركات التونسية الموازية قضائيا و التي بلغت إلى حد ألان 5 شركات اخرها قرطاج بات و  منها شركة بات 216 التي  تعتمد نفس الصيغة التجارية بتوزيع “الات طرفية ” على الاكشاك و المحلات ولكنها أكثر تطورا من البرموسبور و تعتمد على الربح الآني عكس الشركة الاولى التي ادرجت في السوق بونتو 1×2 و التي تعتمد  في اللعبة على موقع الكتروني و التي يترأسها المدير التجاري السابق للبرومسبور والذي تمت اقالته من منصبه في عهد البرقوقي لبعض التجاوزات الإدارية ليستغل خبرته في منافسة شركته الأم .

في بحر كل هذه التجاذبات اعتمد المدير العام الحالي على شركة خاصة لوضع استراتيجية تجارية للمؤسسة العمومية  في وسائل الاعلام و توزيع نسب مالية متفاوتة على الجمعيات و الجامعات و لاستشهار الأحداث الرياضية  رغم أن الشركة المتعاقد معها غير مختصة في ذلك بما أنها شركة تنظيم المؤتمرات و الندوات و تجاربها محدودة في ذلك ، ليسعى من خلفها لتحديد سياسته و دعم حلقته الضيقة المستفيدة من أموال الشركة  .

فشوشان دعم ماديا برنامج تونسنا سبور والذي من خلفه استدعى مرارا وتكرارا الوزيرة السابقة ماجدولين الشارني لضرب الوزارة و المسؤولين الحاليين في رئاسة الحكومة  وساهمت الشارني في التأثير على  المدير العام الحالي للشركة لإسناد استشهار للبرنامج .

من جهة أخري،لم تدعم الشركة العمومية القنوات و البرامج الرياضية العمومية و الخاصة و التي لها نسب مشاهدة عالية على غرار الأحد الرياضي و 9 سبور وغيرها في حين جد مؤخرا اتفاق بين برنامج بالمكشوف و البرمسبور لدعم البرنامج الذي انطلق في شهر مارس2019 و سينتهي قبل شهر رمضان ،في الظاهر يبدو الاتفاق عاديا فبرنامج حنبعل الرياضي له تاريخه رغم أنه فقد بريقه ولكن تفيد المعلومات التي لدينا أن برنامج بالمكشوف تنتجه شركة ركلاما للإشهاروهي متعاقدة مع مع قناة حنبعل منذ فيفري الماضي  وهي شركة تعود للمدير التجاري لشركة كاجوال بات “بونتو 1×2 ” وهنا تبدا  الشكوك في التلاعب بالمال العام و العلاقة التي تربط مدير عام شركة البرموسبور بمدير عام الشركة المنافسة لها .

وحسب المعطيات التي لدينا و معرفة بعض الأطراف بما يدور في سوق المراهنات الرياضية فأن الامور تبدو أكثر تشعبا,فبعد مصادقة مجلس النواب على أحداث شركة أخرى داخل البرومسبور ” التونسية للألعاب “سيوجه الشركة نحو الدخول في شراكة بين القطاعين العام والخاص و مباشرة الناطق الرسمي للحكومة اياد الدهماني لموضوع الشركة العمومية و ومنافسيها  تبدو مراسم الادماج بين البرموسبور و كجوال باتت في توجه جديد في عالم الرهانات.