تحيي الشركة التونسية للكهرباء والغاز اليوم الذكرى السابعة والخمسون لانبعاثها. ذكرى هامة في تاريخ بلادنا وفي تاريخا هذه الشركة التي اخذت على عاتقها منذ تونستها في الثالث من افريل 1962 مسؤولية تنوير كافة ربوع الوطن بالطاقة الكهربائية وتزويده بالغاز الطبيعي .
فبمضي أكثر من نصف قرن من الجهود المتواصلة والعطاء المطرد في سبيل تعميم الكهرباء في كامل أنحاء بلادنا فاقت نسبة التنوير اليوم 99 %، كما تبلغ القدرة المركزة حاليا أكثر من 5 070 ميغاوات وذلك بفضل تركيز عديد محطات الانتاج ألفت بين مجموعة واسعة وسلسلة متكاملة من التقنيات والتكنولوجيات.
كما تطور إنتاج الطاقة الكهربائية إلى 19209جيغاوات ساعة سنة 2018 في حين لم يتجاوز الإنتاج 288 جيغاوات ساعة سنة 1962 .
كما بلغت ذروة الطلب على الطاقة سنة 2018 ،قرابة 3916 ميغاوات . أما عدد حرفاء الشركة فقد مر من 193 الف حريف سنة 1962 إلى اكثر من 4 مليون حريف سنة 2018 .
عملت هذه المؤسسة منذ انبعاثها على تحقيق رصيد من الانجازات والمكاسب طيلة اكثر من نصف قرن بفضل كفاءات بشرية وقدرات فنية عالية وأجيال تعاقبت ..تركت من المؤكد بصمة تحسب في تاريخ ركيزة اساسية من ركائز الاقتصاد الوطني، حيث لم تبخل مواردها البشرية التي بلغت قرابة 12031 عونا سنة 2018 بذلا وعطاء فتجندت في أحلك الفترات التي مرت بها البلاد .. وسهرت على ضمان استمرارية التزويد بالكهرباء والغاز…. فتحدت قساوة الظروف الطبيعية وواجهت صعوبات بلغت حدّ الاعتداءات اللفظية و الجسدية التي طالت مئات أعوانها الميدانيين.. كما لم تدخر الشركة التونسية للكهرباء والغاز جهدا لتسخير جميع امكاناتها اللوجستية و تطوير أساليبها الإنتاجية وتعزيزها ببعث مشاريع إستراتيجية وتركيز محطات توليد تدعم قدرتها على تلبية الطلب المتزايد على إنتاج الكهرباء وعلى التزويد بالغاز الطبيعي.
فمنذ إحداث الشركة التونسية للكهرباء والغاز ، شهدت شبكة الغاز الطبيعي هي الأخرى تطورات هامة.فبمرور السنوات أصبح الغاز الطبيعي يلعب دورا هاما في دفع عجلة نمو الاقتصاد الوطني حيث عملت الشركة من جانبها على تزويد عديد المناطق والجهات ذات الكثافة الصناعية بالغاز الطبيعي البلاد. فبلغ عدد الحرفاء سنة 2018 قرابة 888 ألف حريف ويعود ذلك إلى تطور المتوفرات الجملية للشركة من الغاز الطبيعي والتي ناهزت 5570 طن مكافئ نفط .
ومن منطلق المسؤولية التاريخية الملقاة على عاتقها، فان الشركة التونسية للكهرباء والغاز مدعوة الى مواصلة الاضطلاع بدورها التاريخي في إنارة بلادنا بالتيار الكهربائي وتخطى الأزمة المالية التي تمر بها لا سيما في ظل الارتفاع المتواصل للمؤشرات الخارجية، المتعلّقة أساسا بالأسعار العالمية للمواد البترولية وسعر صرف الدينار مقابل الدولار. و تفاقم حجم الديون المتخلدة بذمة الحرفاء والتي بلغت 1371 مليون دينار في 2018.
أما على مستوى علاقة الشركة التونسية للكهرباء والغاز بحرفائها بجميع اصنافهم، فانها ما فتئت تنصت الى مشاغلهم والاقتراب منهم من اجل بناء علاقة تواصلية جديدة تسمح باسترجاع ثقة الحريف في مؤسسته من جهة وتدعوه الى استخلاص ما تخلد بذمته ، وفي هذا الاطار تعمل الشركة الى ايجاد حلول لاستخلاص الديون حيث مكنت مؤخرا حرفاءها ، ممن تخلدت بذمتهم مبالغ مالية يصعب خلاصها دفعة واحدة، من امكانية جدولة هذا المبلغ حالة بحالة.
كما امكنت الحريف بخصوص الفواتير التقديرية وعلى ضوء الأرقام المسجلة بالعداد الذي يصرّح بها بنفسه لدى اقاليم او فروع الشركة من تسديد ما عليه ويتمّ أخذها بعين الإعتبار ضمن فاتورة الإستهلاك.
كما ما انفكت الشركة التونسية للكهرباء والغاز تقدم افضل الخدمات التي تضاهي بلدان البحر الابيض المتوسط فمؤسستنا فضلا عن تأمينها لاستمرارية مرفق عمومي فإنها تتميز بكونها شركة مواطنة حققت عديد الإسهامات الهامة في كبرى المناسبات والمحافل الوطنية من بينها فعاليات القمة العربية.
وعلى الرغم مما تعيشه الشركة اليوم من صعوبات مالية، فان الواجب يدعو كل مواطن تونسي ان يستخلص ما تخلد بذمته باعتبار دوره الهام في المحافظة على المرفق العام، وذلك مصلحة للوطن اولا ومصلحة للشركة ثانيا حتى تسترجع قدراتها المادية وتستعيد عافيتها وتثبت مزيد اشعاعها على الصعيدين الافريقي والمتوسطي ويواصل كل مواطن تونسي التمتع بحقه في النور الكهربائي والغاز الطبيعي.