بدعوة من السيد أسامة الخريجي رئيس عمادة المهندسين التونسيين والسيد فخر الدين خليفة رئيس نقابة المهندسين التونسيين نفّذ، يوم الثلاثاء الماضي 14 نوفمبر 2017، المهندسون والمهندسون المعماريون وقفة احتجاجية أمام البرلمان للمطالبة بالكف عن المماطلة والتسويف فيما يتعلق بمراجعة الأنظمة الأساسية لسلك المهندسين والمهندسين المعماريين بالقطاع العام، والإسراع بتحسين الوضع المادي والمعنوي لهذا السلك بمختلف إختصاصاته ليتماشى ومتطلبات المرحلة.
المهندسون المعماريون بدورهم وبدعوة من جامعتهم حضروا وبكثافة للتنديد بالتهميش المسلط عليهم مطالبين بالمراجعة الفورية للأنظمة الأساسية ولأدوارهم ضمن المؤسسات العمومية التي ينتمون إليها، إذ صرح السيد فاضل الحرباوي كاتب عام جامعة الهندسة المعمارية بالنقابة الوطنية للمهندسين التونسيين أن المهندسين المعماريين لا يزالون يرزخون تحت طائلة جملة من المظالم نتيجة أخطاء فادحة تضمنتها الأنظمة الأساسية لهذا السلك بمختلف الإدارات والمنشآت العمومية منددا بصمت مختلف الحكومات المتعاقبة تجاهها وشدة المماطلة والتسويف. فقد تم لفت نظر مختلف مصالح رئاسة الحكومة إلى هذه المسألة في العديد من المرات ومن ثمة تلقي وعود بالشروع في المطلوب في أكثر من مناسبتين عن كل سنة مضت دون جدوى. وأكد هذا الأخير أن تمادي تردي الوضع المادي والمعنوي للمهندسين المعماريين والمهندسين في مختلف الإختصاصات والمضي قدما في تهميشهم ومحاولة تمييع أدوارهم، قد تسبب في الإضرار بمختلف مسارات التنمية الإقتصادية والبنى التحتية وفاقم الأزمة المالية للبلاد التونسية وعمق الركود الإقتصادي بها. كما لم يخفي هذا الأخير إمتعاضه من إنعدام العدالة الإجتماعية بين مختلف الأسلاك الإدارية بمختلف أجهزة الدولة وشدة التمييز في التعامل الغير عادل بين مختلف الأسلاك رغم التباين الواضح في المستويات العلمية والشهائد والكفاءة. فقد تم تغيير الأنظمة الأساسية ومراجعة سلم الأجور والمنح الخصوصية لكل الأسلاك الأخرى عدة مرات منذ بداية سنة 2011 ليتم غض النظر عن كل ما تعلق بالمهندسين وبالمهندسين المعماريين أينما كانوا في سابقة خطيرة على مسار التنمية والإنتاجية.
وتجدر الإشارة إلى أن المهندسين والمهندسين المعماريين ينطوون تحت نقابة موحدة وعمادتين : عمادة المهندسين التونسيين المنظمة للوقفة الإحتجاجية، وعمادة المهندسين المعماريين التونسيين التي حضرت عنها الآنسة إيمان الماجري وعبرت عن دعمها لزملائها الموظفين بمختلف أجهزة الدولة ومساندتها المطلقة لمطالبهم المشروعة آملة في تجلي جملة المظالم عنهم. فهل تكون نقطة البداية لسلسلة من الإحتجاجات أو الإضرابات بالنسبة للمهندسين وللمهندسين المعماريين ؟
عميد المهندسين ونقيبهم أكدوا من خلال عدة تصريحات أن هده الوقفة لن تكون سوى بداية لجملة من التحركات ستستمر إلى حين تحقيق مطالبهم المادية والأدبية، في حين إعتبركاتب عام جامعة الهندسة المعمارية أن هذا التحرك ليس سوى بداية لتثبيت المهندس والمهندس المعماري في المكان المناسب للدفع بالتنمية الوطنية نحو الأفضل وتحثيث نسق إنجاز مشاريع مختلف البنى التحتية وصيانتها وترشيد النفقات المتعلقة بها، حتى يتسنى لتونس الخروج من مجموعة مآزقها الإقتصادية والمالية، معتبرا أن الهندسة والتقنيات هي العمود الفقري والمحور الرئيسي للنهوض بالبلاد نحو مصاف الدول المتقدمة.