في إطار السعي إلى رسم البسمة على محيى تلاميذ مدارس المناطق النائية، جدّدت اتصالات تونس اليوم الأربعاء 15 نوفمبر 2017 اتفاقية الشراكة والتعاون “فاطمة” مع جمعيّة المدنية من خلال توفير النقل المدرسي لصالح 6 آلاف تلميذ بمدارس المناطق الريفية والنائية.
ظلّت اتصالات تونس وفيّة لعهدها في تضامنها الاجتماعي للمرة الثانية منذ 2014 حيث تمتدّ اتفاقية الشراكة على ثلاث سنوات أخرى بهدف الحدّ من معدّل الانقطاع المبكّر عن الدراسة وبالتالي تمتّع تلاميذ تلك المناطق بحقّهم في التعليم.
وفي هذا الأساس، أكّد الرئيس المدير العام لاتصالات تونس محمد الفاضل كريّم أنّهم تمكّنوا من توفير نقل مدرسي ريفي لفائدة 3900 تلميذا خلال الثلاث سنوات الدراسة الماضية بمعدّل 1300 تلميذ سنويّا.
وأضاف كريّم أنّ تواصل هذه المبادرة نابع من السعي الى تقليص نسبة الغيابات في صفوف المدارس بالمناطق النائية مشيرا إلى التزام شركة اتصالات تونس بتجديد تمويلها للحملات المدرسية من 2017 إلى 2020 وتوفير النقل المدرسي لـ6000 تلميذ وتلميذة أي بمعدّل 2000 تلميذ سنويّا تشمل 13 ولاية وهي باجة وبنزرت وجندوبة والقصرين والقيروان وقبلي والكاف ونابل وسليانة وسيدي بوزيد ومنوبة وزغوانوبالتالي تمكينهم منبطاقة “فاطمة” للاشتراك المدرسي.
كما قال كريّم أنّ حفل التوقيع هذا هو دليل على تحدّي المصاعب والاستجابة للطموحات للنهوض بالبلاد وهو برنامج مستمر باستمرار العزيمة للارتقاء بمستوى أطفالنا وتمكينهم من حقّهم في التعليم وإبعادهم عن منهج العزوف من الدراسة.
ومن جانبه، عبّر مدير جمعية المدنية لطفي مكتوف عن سعادته في تجديد هذه الاتفاقية مع شركة اتصالات تونس لما شهدته الإحصائيات التي أحصت قرابة 155 ألف تلميذ منقطع عن التعليم مبكّرا سنويّا بسبب العزوف عن الدراسة جرّاء بعد المدارس عن مساكن التلاميذ ونقص وسائل النقل المدرسي بل وانعدامها وهذا الانقطاع يتسبّب في الانحراف والبطالة والانجراف نحو التفكير التطرّفي معتبرا إيّاها أزمة كبرى
وصرّح مكتوف أنّ برنامج “فاطمة” قد ساهم إيجابيّا في التقليص من معدّل غيابات التلاميذ على مقاعد الدراسة من 45% إلى 3,6% وتحسين نتائجهم إلى جانب خلق مواطن شغل لسائقي سيارات النقل المدرسي مضيفا أنّ وزارة التربية قد ساهمت من خلال إعطاء إحصائيات المدارس الموجودة بالمناطق الريفية وتسهيل التعامل مع مديريها.
وفي سياق آخر، أكّدت مديرة برنامج جمعية المدنية دلال المحرزي أنّ الجمعية أبرمت عدّة اتفاقيات مع عدد من المؤسسات لدعم المناطق الريفية والنائية.
وأضافت المحرزي أنّ الجمعيّة نشطت في العديد من البرامج وطوّرتها على غرار البرنامج الريفي وبرنامج “تونس الخضراء” وتدخّلها في ثلاث مناطق وهي النفيضة وزغوان وحيدرة من خلال زرع 500 ألف شجرة بهدف الوصول الى زرع مليون شجرة في كامل البلاد إلى جانب برنامج “دار المدنية للمعرفة” حيث وقع صباح اليوم تدشين مركز “دار المدنية” بولاية تطاوين أمّا المركز الثاني فدشّن بولاية سوسة الذي يضمّ أكثر من 40 ألف كتاب بجميع اللغات يستقطب جميع الشرائح العمرية من الابتدائية إلى الجامعة.
وقالت أنّ الجمعيّة تحتفل سنويّا بالعودة المدرسية حيث يقع مساعدة العديد من التلاميذ بكامل تراب الجمهورية حيث توجد أكثر من 2000 مساعدة في مسألة النقل المدرسي والمواد المدرسية إضافة الى برنامج “جذور” حيث يقع توعية التلاميذ بحضارتهم من خلال تنظيم رحلات بالتنسيق مع وزارة التربية على غرار مرافقتهم إلى متحف باردو وزيارة المناطق الأثرية وتوعيتهم بتاريخ بلادهم الى جانب مرافقتهم إلى معرض الكتاب نظرا لغياب الكتاب وبالتالي المطالعة في المناطق الريفية على حدّ قولها.