في إطار الاتفاقية المبرمة مع المنظمة الدولية للملكية الفكرية، نظم الديوان الوطني للصناعات التقليدية صباح يوم الخميس 09 نوفمبر بأحد النزل بمدينة بنزرت وتحت إشراف وزارة السياحة، ملتقى إعلاميا لإعطاء إشارة إنطلاق مشروع إسناد علامة “تسمية المنشأ” لفخار سجنان.
وقد انتظم هذا الملتقى الاعلامي في إطار البرنامج التونسي السويسري للملكية الفكرية تحت شعار “تثمين وحماية فخار سجنان بالمؤشرات الجغرافية” تحت إشراف وزير السياحة السيد محمد المعز بلحسين الذي أعطى إشارة إنطلاق هذا المشروع وبحضور والي بنزرت السيد سمير عبد اللاوي والمدير العام للديوان الوطني للصناعات التقليدية السيد فوزي بن حليمة والمندوب الجهوي للصناعات التقليدية ببنزرت السيد جمال الرياحي وسفير سويسرا بتونس السيد Josef Renggli إلى جانب السلط المحلية ومصالح من قطاعي السياحة والصناعات التقليدية مركزيا ومحليا وجهويا وحرفيات وحرفيي منطقة سجنان.
ويعنى المشروع التونسي السويسري للملكية الفكرية بترسيخ ثقافة الملكية الفكرية لدى الحرفيات بهدف تحسين جودة المنتوجات التقليدية بالإضافة إلى تثمين وحماية خصوصيات فخار سجنان وطنيا ودوليا والحفاظ على خصوصياته خاصة بعد أن سُجل هذا المنتوج التقليدي الخاص بمعتمدية سجنان سنة 2018 ضمن التراث اللامادي لليونيسكو بهذا وجب إسناده علامة “تسمية المنشأ” ليكون المنتوج الأول على المستوى الوطني وعلى المستوى الإقليمي الذي سيحظى بهذه العلامة الدولية.
وقد أعطى وزير السياحة السيد محمد المعز بلحسين إشارة إنطلاق مشروع إسناد علامة “تسمية المنشأ” لفخار سجنان الذي تم إنجازه بتعاون دولي حيث قامت كتابة الدولة الاقتصاد السويسري بتمويله تحت إشراف المعهد الوطني للمواصفات والملكية الصناعية، باعتباره الهيكل المختص في التسجيل الدولي لحماية تسمية المنشأ والمؤشرات الجغرافية طبقا لاتفاقية لشبونة والمساند للقطاع التقليدي في مجال الملكية الفكرية وتحت رقابة خبراء مختصين في المجال الذين سيقومون بإعداد كراس الشروط بالتنسيق مع حرفيي الجهة والهياكل الإدارية الجهوية والمحلية وتحت إشراف الديوان الوطني للصناعات التقليدية.
وقد أكد وزير السياحة، في كلمته، على أهمية هذا المشروع الذي يمثل مكونات هاما وأساسيا لمخطط تنمية قطاع الصناعات التقليدية باعتباره يهدف إلى تثمين المميزات الأصلية للمنتوج التقليدي وحماية خصوصياته وتحسين جودته لتفادي مشاكل التقليد مضيفا أن هذا المنتوج هو نتاج عوامل طبيعية وبشرية متواجدة في المنطقة ساهمت في اختياره كمنتج تونسي ذي جودة عالية: من طين كمادة أولية وطريقة الصنع والزينة وخبرات خصوصية موجودة في المنطقة.
وأضاف وزير السياحة أن هذا المشروع يساهم في تنمية القدرة التنافسية للمنتوجات التقليدية التونسية ويخلق روح المنافسة لدى الحرفيات والحرفيين في كامل البلاد التونسية وبالتالي الارتقاء بقطاع الصناعات التقليدية الذي يعتبر من القطاعات الهامة والفعالة في الاقتصاد التونسي وخلق مواطن شغل للتقليص من نسبة البطالة وهو الذي يمثل السياحة البديلة في المناطق الداخلية.
ومن جهته ثمن المندوب الجهوي للصناعات التقليدية ببنزرت السيد جمال الرياحي مشروع إسناد علامة المنشأ لمنتوجات فخار سجنان لما يتميز به من خصائص مرتبطة بالبيئة الجغرافية والذي يعبّر عن الهوية الشخصية للجهة مضيفا أن هذا المشروع هو نتاج تظافر جهود الدولة مع الديوان الوطني للصناعات التقليدية ومختلف المتدخلين في القطاع من جمعيات ومؤسسات وطنية ودولية لإعطاء منتوج فخار سجنان علامة المنشأ وبيانات المصدر والمؤشر الجغرافي.
وأضاف السيد جمال الرياحي أن منتوج فخار سجنان هو اول منتوج على المستوى الوطني يتحصل على هذه العلامة التي تضمن له انتاج فخار طبق كراس شروط ينخرط فيه الحرفي والمؤسسة الحرفية لضمان جودته.
وقد أكد المندوب الجهوي على أهمية القطاع الحرفي في منطقة سجنان التي وصل عدد الحرفيين فيها إلى أكثر من 700 حرفي من بينهم 510 حرفيات مسجلا بالسجل الوطني للحرفيين و10 مؤسسات حرفية بين ذات مادية وذات معنوية.
وقد أشاد المندوب الجهوي على الدور الفعال الذي تقوم به المندوبية الجهوية للصناعات التقليدية ببنزرت بالتنسيق مع الهياكل المعنية في تنمية القطاع الحرفي وإرساء صناعات تقليدية عصرية في المنطقة وذلك من خلال تشجيع الحرفيين على الابتكار والخلق والابداع دون التخلي عن الطابع التقليدي وهوية الجهة ومساعدتهم على الترويج والتسويق لمنتوجاتهم التقليدية المحلية من خلال توفير فضاءات العرض وإقامة معارض ومسابقات محلية وجهوية ومشاركتهم مجانا في المعارض الدولية لعرض منتوجاتهم التقليدية والتعريف بها وطنيا ودوليا نظرا لما تحظى بها هذه المنتوجات التقليدية من خصوصيات ومميزات مرتبطة بالمنشأ والمؤشر الجغرافي وهذا ماساعد على إختيار فخار سجنان واعتماده كتجربة أولى في تونس لتثمينه وحماية خصوصياته وطنيا ودوليا حسب كراس شروط خاص تنطلق أشغاله منذ يوم الخميس 09 نوفمبر وهي تعتبر عملية نموذجية تحظى بها الجهة وتجسم الرؤية المستقبلية للمنتوج التقليدي التونسي الذي يحمل هوية مترسخة ضمن قيم وتقاليد وموجهة إلى الجودة والابتكار ليكون منتوجا تجاريا ذو جودة عالية ومطابقا للمواصفات العالمية وقابلا للترويج والتسويق والتصدير.