قطاع الصناعات التقليدية بولاية الكاف: إنتاج متنوع وآفاق واعدة للتشغيل رغم الصعوبات والعراقيل

 للوقوف على سير المشاريع المشتركة مع تونس الابداعية والاطلاع على مدى تقدم انجازات حرفيي وحرفيات ولاية الكاف وتحضيراتهم للمشاركة في معرض هدايا الصناعات التقليدية الذي سينتظم من 7 إلى 23 نوفمبر القادم، نظم الديوان الوطني للصناعات التقليدية زيارة ميدانية يومي 27 و28 أكتوبر 2023، إلى ولاية الكاف رفقة عدد من الصحفيين وبحضور المندوب الجهوي للصناعات التقليدية بالكاف السيد لطفي المناعي.

وقد أكد المندوب الجهوي ،خلال هذه الزيارة، على أهمية قطاع الصناعات التقليدية بولاية الكاف فهو من أكبر القطاعات وأكثرها تشغيلا لليد العاملة خاصة النساء بالإضافة إلى أنه قطاع ثري يتميز بالخصوصية والتنوع من خلال وجود تقاليد حرفية يمتزج فيها التراث والأصالة بالتجديد ليواكب متطلبات رواد السياحة الثقافية البديلة التي تتميز بها الجهة.

وأضاف السيد لطفي المناعي أن قطاع الصناعات التقليدية في حاجة للدعم والتأطير والمساندة للحرفيين والحرفيات لمزيد العمل على الخلق والابتكار في المجال الحرفي سواء في مجال النسيج اليدوي (البطانية المرقوم والزربية الكافية المصنوعة من الصوف الطبيعي)، التحف التذكارية، الحلي، العلب المصنوعة من الخشب او من السعف، الاواني الفخارية، تحف الزينة البلورية كلها منتوجات يمكنها أن تستهوي هواة التحف التذكارية والهدايا التي تختص بها ولاية الكاف خاصة مواد الصوف والحلفاء والطين التي تُعرف بها معتمدية تاجروين كذلك المنتوجات الغابية والاعشاب الطبيعية الطبية والعطرية والاكلات الطبيعية الكافية.

ونظرا لأنه قطاعا حيويا هاما، يجب دعم قطاع الصناعات التقليدية من خلال توفير آليات الدعم بإسناد قروض وإعطاء الاولوية لخريجي المعاهد العليا الراغبين في ممارسة هذه النشاطات الحرفية كما أن العمل الحرفي يستوجب متابعة وإحاطة ليكون عملا مهيكلا مدروسا له معايير ومقاييس وطنية ودولية ولن يتحقق ذلك إلا بإبرام اتفاقيات شراكة مع عديد المؤسسات والجمعيات الوطنية والدولية وبالتالي ضمان جودة العمل الحرفي بضرورة التجديد والجمع بين الجمال والفن والاتقان والابداع مع المحافظة على خصوصيات الأصالة ليصبح قطاعا حيا مواكبا لمتطلبات السوق الداخلية والخارجية، حسب ماصرح به المدير الجهوي مؤكدا على أنه لا يمكن التحدث عن منظومة تصدير وسوق عالمية في ظل غياب هيكلة للقطاع والانتقال به من العمل الفرادي إلى العمل المؤسساتي المهيكل يخضع لمعايير ومقاييس الجودة، ودون تكوين مجامع بالتالي الحديث عن نظام حرفي جديد بمواصفات عالمية تتماشى مع السوق العالمية وهذا ماتحاول المندوبية الجهوية بالكاف العمل عليه بالتنسيق مع هياكل الدعم والمساندة والجمعيات الوطنية والدراسة والتعليم والبحث العلمي لتبادل الخبرات بهدف تنمية حس الابداع والخلق والابتكار في المجال الحرفي حيث تم، وبالشراكة مع معهد الفنون والحرف لسليانة، تأطير كلية من المعهد لإنجاز 20 نموذجا من الكليم الكافي.

وقد ثمن السيد لطفي المناعي العمل الكبير الذي تقوم المندوبية الجهوية التي تسعى دائما على تكوين منظومة تنمية متكاملة قائمة على السياحة الثقافية البديلة باعتبار أن ولاية الكاف غنية بالمواقع الجيولوجية والاثرية والطبيعة بمايساهم في خلق حركة اقتصادية في المنطقة ويجعل الأنظار موجهة إلى القطاع الحرفي.

وخلال مرافقته لزيارة قاعة عرض المنتوجات التقليدية في مقر المندوبية الجهوية للصناعات التقليدية بالكاف، قال المندوب الجهوي أن عدد الحرفيين الحاملين للبطاقة المهنية مايقارب 10 آلاف حرفي والناشطين بين 20الف و25 ألف اي مايقارب 25% يمارسون الاختصاص وهي أعداد تقديرية منهم من يعملون في مجموعات ومنهم من يعمل فرادى ومنهم من اجبرته الظروف والصعوبات، التي تزداد يوما بعد يوم، على غلق ورشاتهم.

ولتذليل هذه الصعوبات امام حرفيي الجهة، تم خلق نظام حرفي جديد يعتمد على الشراكة وتبادل الخبرات حيث تم عقد شركات مع المجامع الفلاحية وفلاحين  عبر توفير الاليات الممكنة بتركيز وحدات لإنتاج وتصنيع وتحويل الصوف الذي يعتبر من أهم ركائز التنمية في مناطق الشمال الغربي.

كما تم تركيز مقرا قارا  لأصحاب الحرف التقليدية تمثل في القرية الحرفية بالكاف يلتقي فيها الحرفيون وبتبادلون الخبرات ويروجون لمنتوجاتهم التقليدية المحلية بالإضافة إلى تشجيعهم على المشاركة في التظاهرات والمعارض الكبرى وتنظيم معارض ومسابقات محلية وحصولهم على عدة جوائز وذلك بهدف الترويج والتسويق للمنتوج المحلي وخلق نشاطا إقتصاديا في المنطقة.