دجـبّة: نحو تطوير السياحة الفلاحية حول تين دجبّة “تسمية مثبّتة للأصل”
نوافذ
9 أكتوبر، 2018
مال و أعمال
1,385 زيارة
تشتهر قرية دجبّة (ولاية باجة) بإنتاج تين دجبّة، الفاكهة الوحيدة المتحصّلة على التسمية المثبّتة للأصل بالبلاد التونسية. وبفضل شهرة تين دجبّة فقد تضاعف عدد زوار هذه القرية خلال السنوات الثلاث الأخيرة. و في إطار مشروع تعزيز النفاذ للأسواق للمنتوجات الفلاحية و المحلّية، تحوّل وفد من الديوان الوطني التونسي للسياحة إلى دجبّة للوقوف على الإمكانات السياحية لهذه القرية. و سيتم إعداد خطّة عمل لجعلها وجهة محبّذة للسياحة الفلاحية تكون فيها لتين دجبّة مكانة هامّة.
لقد أصبحت قرية دجبّة من ولاية باجةتشتهر بإنتاج تين دجبّة، الفاكهة الوحيدة المتحصّلة على التسمية المثبّتة للأصل بالبلاد التونسية. حيث أن التين من صنف “بوحولي” هو فريد حول العالمو لا تتم غراسته سوى بقرية دجبّة. و العلامة المثبتة للأصل هي من علامات الجودة التي تسندها وزارة االفلاحة لحماية التراث الزراعي و الإعتراف بالمنتوجات المحلّية الحقيقية المتجذّرة في جهاتها. و تطمح دجبّة اليوم إلى أن، تكون وجهة للسياحة الفلاحية. و في هذا الإطارتحوّل يوم الجمعة وفد من الديوان الوطني التونسي للسياحة إلى دجبّة للوقوف على الإمكانات السياحية لهذه القرية و تحديد الإجراءات الضرورية اللازمة لجعل دجبّة “مجالا سياحيا”.
تتميّز دجبّة بموقعها الخلاّب على ارتفاع 700 متر بسفح جبل قرّاعة و لا يفصلها سوى 30 كيلومترا عن الموقع الأثري الشهير “دقّة”. و هو ما يؤهّلها لتكون إحدى الوجهات السياحية ضمن المسلك السياحي للشمال الغربي،لافقط بفضل منظرها الساحر بل و أيضا بفضل تينها الفريد من نوعه و الذي يلاقي اهتماما كبيرا في مجال السياحة البديلة.
و قد ساهم تين دجبّة “تسمية مثبتة للأصل” خلال السنوات الأخيرة بالتعريف بقرية دجبّة و ابراز خصوصياتها. و في هذا السياق، يفيد السيد فوزي دجبّي رئيس جمعية مهرجان تين دجبّة أنّه “بفضل حملات الترويج لتين دجبّة “تسمية مثبتة للأصل”و التعريف به، فقد تضاعف عدد الزوار بين سنة 2015 و 2018 . و بعد أن كانوا يأتون فقط للفسحة و التمتع بجمال جبل قرّاعة فقد أصبح لديهم اليوم فضول للتعرّف أكثر على تين دجبّة من صنف “بوحولي” و على وصفاتنا الغذائية المتأتية من التين”.
كما أوضحت رئيسة بلدية تيبار، التي تنتمي إليها قرية دجبّة،السيدة وفاء طبّوبي أنّ “الإمكانات السياحية للمنطقة بارزة للعيان كما يدلّ على ذلك عدد الزوار المتصاعد. غير أنّ تحسين جودة الإستقبال و الخدمات المسداة السائح مازال يمثل هاجسا. فعلى سبيل المثال مازالت تنقصنا البنية الأساسية الضرورية لتتمكّن العائلات من قضاء نهاية أسبوع بدجبة لاكتشاف منتوجاتها المحلّية”.
و خلال الزيارة الميدانية، تنقّل وفد الديوان الوطني التونسي للسياحة إلى عديد المواقع ذات الأهمية السياحية بدجبّة على غرار السّد و الآثار الروّمانية و منابع المياه الجبلية و المنازل القديمة الراجعة ملكيتها للآباء البيض “pères blancs ” و بالطّبع مائدة جبل قرّاعة الشهيرة و التي تبقى من أهم نقاط القوّة للتنمية السياحية بدجبّة. كما كانت للوفد الفرصة لاكتشاف خصوصيات المطبخ التقليدي لدجبّة. و قد أعدّت نساء مجمع التنمية الفلاحية “كنوز دجبّة” طبق الكسكسي مع التين المجفف، كما تم تقديم بعض الحلويات المحلّية للتذوّق على غرار المقروض و الصّمصة المحشوّين بالتين االمجفف.
حتّى بعد انتهاء موسم التين في شهر سبتمبر، يبقى النشاط الإقتصادي متواصلا حول تين دجبّة و تبقى المنتوجات المحلّية المتأتية من هذه المادّة متوفرة للعموم بدجبة طيلة السنة على غرار التين المجفف و معجون التين و الحلويات المحشوة بالتين المجفف.
كل الأنشطة المتعلّقة بتطويرالسياحة الفلاحية حول تين دجبّة، تسمية مثبتة للأصل،تتم بدعم من “مشروع تعزيز النفاذ للأسواق للمنتوجات الفلاحية و المحلية” المموّل من قبل كتابة الدولة السويسرية للاقتصاد و الذي تشرف على تنفيذه بمنطقة دجبّة منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية بالتعاون مع الإدارة العامّة للإنتاج الفلاحي بوزارة الفلاحة و المجمع المهني للغلال. وعلى إثر زيارة وفد الديوان الوطني التونسي للسياحة، سيتمّ إعداد خطّة عمل من شأنها أن تجعل من السياحة الفلاحية محرّكا للتنمية المحلّية بدجبّة. و سيتمّ إعداد هذه الخطة بالتعاون مع بلدية تيبار و المجتمع المدني بدجبّة و مختلف شركاء “مشروع تعزيز النفاذ للأسواق للمنتوجات الفلاحية و المحلية”، على أن يتمّ خلال هذه الخطّة إعطاء الأولوية للأنشطة ذات المفعول الفوري و الملموس على الإقتصاد المحلّي.
و يؤكّد السيد عز الدين شلغاف، المدير العام للإنتاج الفلاحي بوزارة الفلاحة و الموارد المائية و الصيد البحري أنّ “مسار تثمين تين دجبة، تسمية مثبتة للأصل، يعتبر مثالا ناجحا يحتذى به لتثمين عديد المنتوجات الأخرى المتحصّلة على علامات الجودة. حيث أن التسمية المثبتة للأصل قد أصبحت من أهم محفّزات التنمية الجهوية بدجبّة التي أصبحت بفضله قرية التين بامتياز، و نحن نأمل في أن تكون أوّل وجهة للسياحة الفلاحية تتمحور حول منتوج محلّي ذي إشعاع، فريد بالبلاد التونسية”.
ينطلق موسم التجوال خلال فصل الخريف بعد انخفاظ درجات الحرارة، و أهالي دجبّة يتوقّعون هذه السنة مزيدا من الزوار.