بجمهور متعطش للمهرجانات والأجواء الاحتفالية انطلقت السهرة الثانية لمهرجان الحمامات الدولي في دورته 56 ليلة الجمعة مع عرض “مزيج” للفنان زهير قوجة، وبحضور محترم العدد انطلق العرض الذي كان الإنتاج الأول للمركز الثقافي الدولي بالحمامات، دار المتوسط للثقافة والفنون، وهو ثمرة عدّة إقامات فنية احتضنتها هذه المؤسسة طيلة اشهر والتي كانت ولا زالت محضنة للمبدعين والفاعلين في الشأن الثقافي بهدف تحقيق حلمهم وإنتاج مشاريع فنية جديدة لهم وبرمجتها في عروض، وهذا ما عاشه الجمهور مع عرض “مزيج”.
“فمزيج” عرض موسيقي تقليدي وراقص ثري المحتوى، عمل على دمج التراث الموسيقي للجنوب الشرقي والوسط والشمال والشمال الغربي التونسي بتوزيع جديد ممزوج مع الموسيقى الإلكترونية جمع ثلّة من الموسيقيين والعازفين من مختلف ولايات الجمهورية.
ومع نسمات البحر الصيفية انطلقت النغمات والإيقاعات في هذا العرض واختلطت الآلات وامتزجت القمبرة بآلة المزود والموسيقى الالكترونية قبل ان تعتلي الفنانة وصال ناصر ركح المسرح وتنطلق في أجواء موسيقى السطمبالي هذا النمط الموسيقي التقليدي الذي تفاعل معه الجمهور الحاضر ومع رقص وصال ناصر خاصة مع اغنية “عربية” وماما زهرة”.
ومن اجواء السطمبالي إلى نسمات الكاف وأغاني التراث الكافي الشهيرة التي أداها الفنان عبد الرحمان الشيخاوي خلال هذا العرض صحبة “القصبة” التي امتزجت مع بقية الآلات في تناغم رائع.
ليكون الختام مع “البنقة” للفنان منعم تاج بايقاعات وانغام تفاعل معها الحضور فصفق ورقص وانتشى.
عرض تعددت فيه الأنماط الموسيقية والوصلات الراقصة على الركح في لوحة فنية جديدة على المتفرج فكان مزجا موسيقيا رائعا أطلق فيه العنان للآلات الموسيقية بكل حرية، وامتزجت مختلف الأنماط التقليدية
كالالات الايقاعية مثل المزود والزكرة والقصبة والقمبري والقمبرة بالإضافة إلى الآلات المكسيكية المتمثلة في “ليونا” و “ريكانتو” التي تربطها علاقة تاريخية قديمة بالموروث الموسيقي لتونس حسب الفنان زهير قوجة
مشروع فني جديد راهن عليه الفنان زهير قوجة من خلال استخراج أنماط موسيقية أصيلة وخلق توجه جديد لموسيقى الإلكترو التونسية في مزج بين الموسيقات التقليدية مع الإلكترونية والتوازن بينهما.
فكان عرضا فرجويا تمّيز بثراء كبير على المستوى الموسيقي المليء بالألحان والإيقاعات التي جمعت بين التقليدي والعصري وأنتج مزجا وتداخلا بين أنماط موسيقية مختلفة أثارت إعجاب الحضور.