نظّمت جمعية مهرجان عيد الحوت بحلق الوادي صباح اليوم الاثنين 06 أوت 2018 ندوة صحفية للإعلان عن البرمجة الثرية والمتنوّعة للدورة الثالثة لمهرجان عيد الحوت.
حضر هذه الندوة عدد من الأطراف الداعمة للمهرجان على غرار رئيسة بلدية حلق الوادي السيدة أمال الإمام والسيد فتحي الحكيمي معتمد حلق الوادي وعدة أطراف أخرى إضافة الى مدير جمعية المهرجان السيد منصف الشاوش.
وفي هذا الإطار، أفادت رئيسة بلدية حلق الوادي السيدة أمال الإمام أنّ مهرجان عيد السمك بحلق الوادي ترتدي للمرة الثالثة على التوالي حلّتها الجديدة لاستقبال زوارها وعشاقها من كل حدب وصوب.
وأضافت أنّ حلق الوادي هي إحدى أعرق المدن التونسية وأقدمها إذ تقع في شبه جزيرة مطلة على البحر الأبيض المتوسط وتتميز بمينائها الأثري وحصنها الذي بني على يد كارلوس الخامس الإسباني عام 1535 والذي يعرف بإسم «الكراكة».
وأشارت إلى أنّ هذه المدينة كانت في ما مضى وجهة محبذة للايطاليين والإسبان المهاجرين من صقلية والأندلس الباحثين عن الاستقرار والأمن في ربوع المتوسط. وكانت عبر التاريخ ملتقى للتواصل بين الشعوب والحضارات المتعاقبة. وتتوحد فيها الكنائس اليهودية والمسيحية بالمساجد، في مشهد نادر، يعبر عن التآلف بين مختلف الشرائح التونسية ويعطي للمدينة خصوصية ثقافية ورونقا خاصا يجذب السياح خاصة من الوفود الجزائرية والليبية والمغربية لذلك فهي تحمل شعار : “مدينة حلق الوادي: مدينة الثقافة … مدينة السياحة … مدينة التعايش والتسامح”
وقالت أنّ مهرجان عيد السمك بحلق الوادي يتجدّد في هذه الصائفة ليلتقي بعشاقه ومحبيه وساهري ليله وأهداهم ألذّ أطباقه وهدايا بحره الوافر على إيقاع البحر ونسيم المساء الصيفي على امتداد يومي 16 و17 أوت 2018.
وصرّحت الإمام أنّ الهدف من هذه التظاهرة هو إظهار الميزة الاقتصادية والثقافية والسياحية لحلق الوادي خاصة من خلال الحفاظ على تقاليد المهرجان وأهدافه الثقافية والحضارية.
كما أوضحت أنّ بلدية حلق الوادي قامت بتنظيم حملات نظافة إلى غاية 18 أوت انطلاقا من منطقة سيسيليا ومنطقة حلق الوادي ومنطقة خير الدين ومنطقة العوينة إضافة إلى حملات مراقبة من طرف الشرطة البيئية من خلال مراقبة المحلات والشواطئ بهدف إسعاد زوّار المنطقة.
وتابعت قولها أنّه سيقع للمرة الأولى إبرام اتفاقية شراكة في مجال البيانات المفتوحة وذلك يوم 09 أوت 2018.
ومن جانبه، صرّح مدير جمعية المهرجان السيد منصف الشاوش أنّ هذا المهرجان يشهد لأول مرة منذ بعثه تكوين جمعية تحمل اسم “جمعية مهرجان عيد الحوت بحلق الوادي”.
وقال أنّ هذا المهرجان مدعوم بعرضان من وزارة الثقافة والمندوبية الجهوية للثقافة وهما عرض سهرة فنان الراب عبد الرحمان قارورة وسهرة الفنان عبد الوهاب الحناشي والفنان شكري عمر الحناشي بينما تدعم وزارة السياحة بمبلغ بين 3 آلاف و5 آلاف دينار وهي لا تزال وعود.
وعن برمجة المهرجان، أفاد مدير الجمعية أنّ المهرجان يتواصل على امتداد يومين وهما 16 و17 أوت الجاري إلاّ أنّه سيشهد يوم الأربعاء 15 جوان “خرجة مادونا” وهو حدث يحتفل به التونسيين بمختلف أديانهم المقيمين في حلق الوادي كل يوم 15 أوت من كل سنة، للإعلان عن نهاية الموسم الصيفي وبداية تغير المناخ نحو الخريف.
وواصل قائلا أنّه سيتم زيارة نقاط بيع السمك والمطاعم الموجودة على طول شارع روزفلت يمنة ويسرة إلى جانب تقديم عروض متنوعة على غرار استعراض صور ورسوم ولوحات زيتية تحاكي تاريخا راسخا في الذاكرة عن مدينة حلق الوادي.
كما صرّح الشاوش أنه سيقع تقديم عروض فنية و موسيقية بساحة النصر للفنان سفيان صفطة إلى جانب عروض ركحية لأولاد حلق الوادي إضافة إلى عرض حضرة رجال تونس بقيادة الشيخ توفيق دغمان بفضاء الكراكة بحلق الوادي.
وأشار إلى أنه خلال الفقرات التنشيطية سيقع تقديم أشهى أطباق السمك لزائري المهرجان من كل حد وصوب وذلك بشارع روزفلت بأسعار في متناول الجميع تتراوح بين 10د و12د للطبق الواحد على أنغام الموسيقى ونسمات البحر العليلة.
وأعلن أنه ستُقام مسابقة لأبرز وأقدم اللوحات والرسوم لمدينة حلق الوادي من خلال الصفحة الرسمية للمهرجان على موقع التواصل الاجتماعي “فايسبوك” إضافة إلى مسابقة أحسن مقال أو ريبورتاج أو تقرير صحفي إلى جانب مسابقة تخصّ الطبخ لاختيار أحسن طبق سمك.
وللتذكير فإنّ مهرجان عيد الحوت بمدينة حلق الوادي يعكس التنوّع الثقافي والدّيني والّلقاء بين الحضارات وهو جزء من مكوّنات الهويّة التونسية ويدخل ضمن ذاكرة المدينة التراثية فأفرزت هذه الدورة محور رقمنة تاريخ المدينة وعراقتها من خلال بعث صفحة فايسبوك خاصة به حتّى يكون المهرجان ثقافيا وسياحيا ومعرفيّا يعرّف بالتراث اللامادّي والمادّي لمدينة تعتبر بوابة للمتوسط.
هاجر عزّوني
صور: رفيقة عزيزي