فعاليات الندوة الدولية للأمراض الورقية للحبوب ISCLB 2022
نوافذ
16 ماي، 2022
مال و أعمال
2,766 زيارة
التأمت بجهة قمرت خالل الفترة الممتدة بين 11 و14 ماي الجاري ندوة علمية دولية بمشاركة ما يفوق المئة باحث وخبير من 31 دولة قصد الاطلاع على أحدث المستجدات في مجال الأمراض الورقية التي تهدد محاصيل الحبوب وعلى رأسها آفة التبقع السبتوري، نظمت هذه الندوة برئاسة الدكتورة سارة بن مبارك من قبل المنصة الدولية لمتابعة مرض التبقع السبتوري ب تونس CIMMYT والقمح الذرة لتحسين الدولي والمركز CRP – Wheat Septoria Phynotyping Platform مؤسسة البحث والتعليم العالي الفالحي IRESA والمركز الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة ICARDA بالتعاون مع مؤسسة Borlaug التدريبية.
وتهدف هذه الندوة الى تبادل الخبرات بين الخبراء المحليين والدوليين للوصول إلى مقاربة تشاركية تتطلع لمكافحة مندمجة لهذا المرض قصد التقليص من أضراره على المردودية التي قد تطال 04 بالمائة من صابة القمح الصلب. تناولت هذه الندوة طرح العديد من المحاور منها دراسة الفطر، مراحل تطوره، جيناته والتعرف على الناشطة منها وكذلك أهم اليات المقاومة وطرق المكافحة المندمجة .
كما نظمت زيارة ميدانية لبعض الحقول بواليتي باجة وجندوبة حيث تمكن خلالها المشاركون من فتح نقاش مع الفالحين المحليين وزيارة محطة التجارب بالكدية التابعة للمعهد الوطني للزراعات الكبرى وزيارة أيضا منصة التجارب Septoria والتعرف على برامجها وأهم إنجازاتها في تقييم السلالات الجديدة للقمح الصلب واختيار انجعها في مقاومة هذه الآفة تجدر الإشارة إلى أن مرض التبقع السبتوري منتشر في تونس وبقية أنحاء العالم وهو عبارة عن فطريات تتكاثر عادة في المناخ الرطب وشبه الرطب وتزداد شدة الإصابة بالمرض خاصة إذا لم يكن هناك تداول زراعي، علما وأنها تختلف من صنف إلى آخر ومن جهة الى اخرى. من المعلوم أن هناك العديد من الأمراض الفطرية التي تصيب الحبوب لكن التبقع السبتوري يبقى أخطرها إذ يصيب الزراعة األساسية في تونس وهي ” القمح الصلب” و تختلف نسبة الإصابة به من سنة إلى أخرى، فقد تتجاوز على المستوى الوطني في العام المتوسط 344 الف هكتار)تقريبا اصابة 14 قنطار في الهكتار (، أما العام الذي تكون “الصابة” فيه جيدة، في إصابات تتجاوز ال144 أو ال044 هكتار وتكمن خطورته في التسبب في نقص المحاصيل ويعتبر من المشاكل الكبيرة للفالح إذ بعد الحرث والزراعة والمداواة يأتي هذا النوع من المرض ويلتهم المحصول . عادة ما تنطلق الإصابة بالتبقع السبتوري في بالدنا بين شهري فيفري ومارس وصوال إلى شهر أفريل، وتنتقل من موسم إلى آخر، في بعض الأوقات تكون الإصابات خطيرة جدا ووبائية، وتدخل مجابهة هذه الآفة ضمن المكافحة المندمجة التي تكون جينية )اختيار الصنف المقاوم( وزراعية )اختيار الأرض المناسبة واعتماد التداول الزراعي وانتقاء طريقة الحرث الملائمة( وكيميائية )المداواة الكيميائية(. يبدو أن الأمراض الورقية تمثل عائق حقيقي وكلفة مكافحة مرتفعة، إذ لم تعد المبيدات العشبية والفطرية كافية، وجدواها تتناقص تباعا بعد تطور الأمراض ما يستدعي البحث عن حلول أخرى خاصة الزراعية منها، وتتمثل في إدخال الفول المصري و السلجم الزيتي في التداول الزراعي لكسر حلقة العدوى، إضافة إلى استعمال أصناف جديدة من الحبوب وتطويرها خاصة بعد أن تأقلمت الأمراض معها وأصبحت تؤثر عليها بصورة بالغة، ويحتاج الفالح إلى مرات أكثر من المداواة للتحكم نسبيا في المرض وليس القضاء عليه .
تعيش تونس ضمن منظومة دولية، لذلك يجب من خلال تبادل الخبرات التعرف إلى المستويات التي بلغتها بقية الدول في تقصي المرض ومكافحته وكذلك اختيار الصنف المقاوم، لأن خصائص التبقع السبتوري تتغييردوريا، لذلك لا يمكن القضاء نهائيا عليه، لكن بالنسبة لتبادل المعلومات والتقنيات مازال صعبا على الفالح الوصول إليها بمفرده، لذلك فتحت الندوة المجال أمامهم ليواكبوا أحدث ما تم التوصل إليه من دراسات وحلول.