الرئيسية / وطني / وطني / أدلّة دامغة على تورط حزب الله اللبناني في الأزمة اليمنية

أدلّة دامغة على تورط حزب الله اللبناني في الأزمة اليمنية

مرارا ما كان حزب الله اللبناني في معرض اتهام التحالف الذي تقوده السعودية والحكومة اليمنية معًا بأنه داعمٌ للحوثيين في تغذية الصراع في اليمن، غير أن جماعة الحوثي المدعومة من إيران ظلت تنفي انخراط الحزب اللبناني في الحرب إلى جانبها، كما أن الحزب ذاته وعلى لسان زعيمه حسن نصر الله اعتبر في أكثر من مناسبة تلك الاتهامات عارية عن الصحة.

وبدى أن التحالف العربي قرر أخيرًا إزالة الشك باليقين، وبث في مؤتمر صحفي للمتحدث باسمه تركي المالكي أدلة مادية وثقت بالصوت والصورة تواجد خبراء من حزب الله في اليمن لإدارة وتوجيه المعارك وتفخيخ الطائرات المسيّرة. حيثُ ظهر أحدهم في مقطع فيديو صوّر سرًا أثناء تلقي القيادي الحوثي البارز أبو علي الحاكم توجيهات منه تحثُ الحوثيين على السيطرة على ساحل البحر الأحمر وإبقاء خطوط التهريب البحري سالكة لاستقطاب “المجاهدين” إلى اليمن.

وأثناء ما كان القيادي في حزب الله يعطي التوجيهات لأبو علي الحاكم، شدد على أن “القطاع العسكري مهم كثيراً، لو سقطت الحديدة، سينتهي الدعم من مواجهة العدوان. البحر البوابة الوحيدة لوصول الدعم. حسن (نصر الله) قال بالأمس إنه يتمنى أن يجاهد باليمن”.

وتطرق إلى وجود خلافات بين أجنحة الحوثيين. مُستطردًا: “عندما زاد تراجعكم بالجبهات ووصول العدوان إلى مطار الحديدة، وهذا بسبب الخلافات التي حصلت بينكم، ولو ما صمدت الأمم المتحدة للهدنة التي حصلت كانت الحديدة ستسقط من يدنا”.

وزاد: “مشروعنا أكبر من هذه الخلافات، ونحن تركنا كل شيء خلفنا لنقف معكم، والحرب السورية أوشكت على الانتهاء؛ والمجاهدين أغلبهم سيأتون إلى اليمن، ولو خسرنا البحر؛ لن يصل أي مجاهدين أو أي دعم إلينا، ونحن نرغب بحشد كبير من المجاهدين، ونرغب بترتيب صفوفنا لمنع سقوط الحديدة”.

وقال خبيرٌ في شؤون الجماعات المُسلحة، إن لحزب الله دور مؤثر في الصراع باليمن سواء أكان ذلك بشكل مباشر أو غير مباشر. وأضاف “بعكس دوره المُعلن في سوريا فضّل الحزب المصنف لدى العديد من الدول جماعة إرهابية إبقاء دوره في اليمن تحت طائلة السرية”.

وفي إحدى خطاباته قال حسن نصر الله بشأن فرضيات مشاركة حزب الله في الحرب باليمن: “لو افترضنا أنه في يوم من الأيام كان هناك شهداء فإننا لا نخفي ذلك ونرفع رؤوسنا بهم”، وهو ما يتناقض مع نفيه المستمر بتركه الباب مواربًا أمام حيثيات تواجد الحزب في اليمن إلى جانب الحوثيين. وقد جاء هذا التفسير من قبل حسن نصر الله بعد إعلان التحالف أواخر يونيو 2018 مقتل 8 من عناصر حزب الله أحدهم قيادي في محافظة صعدة.

كان تقريرٌ سابق لمجلة فورين بوليسي الأمريكية قد أشار إلى أن “حسن نصر الله هو العقل المدبر لمعظم ما حدث على الحدود السعودية – اليمنية”. وأضاف الخبير في شؤون الجماعات المسلحة أن “أغلب خبراء حزب الله في اليمن تم تأهيلهم من قبل الحرس الثوري الإيراني وخاضوا تجارب سابقة في الحرب السورية”.

ويعتبر الحوثيون أنفسهم فصيلًا يمنيًا ضمن “محور المقاومة” وهي الجماعات التي تدعمها إيران في المنطقة، حتى أن هنالك تطابق بين اسمي الجماعتين (حزب الله-أنصار الله) إلى جانب التطابق الفكري والعقائدي، ولذا “من البديهي أن يكون هنالك دعم متبادل بين هاتين الجماعتين كونهما تخدمان أهدافًا مشتركة” وفق ما قال مصدر عسكري يمني.

وقال المصدر إن عناصر حزب الله في اليمن غالبًا ما يتخفون بأسماء حركية ولا يظهرون أسماءهم الحقيقية للحفاظ على سرية مهامهم. واستطرد: “تركيب وتوجيه وتفخيخ الطائرات المسيرة والتدريب على صنع العبوات الناسفة وتفخيخ الزوارق وتدريب الوحدات القتالية النوعية وإطلاق الصواريخ هي أهم مهام خبراء الحزب في اليمن”.

في يوليو 2018 بعث وزير الخارجية اليمني الأسبق، خالد اليماني، رسالة احتجاج شديدة اللهجة إلى نظيره اللبناني آنذاك، جبران باسيل، تضمنت مواقف الحكومة اليمنية الرافضة لأنشطة حزب الله في اليمن، وطالبت لبنان بكبح جماح الحزب “وسلوكه العدواني”.

وأفاد خبيرٌ في السياسات الدولية بأن نشاط حزب الله العابر للحدود في سوريا والعراق واليمن أضحى مثير للقلق. مستطردًا: “لأن الحزب ينفذ أجندة إيران المزعزعة لاستقرار المنطقة فإنه بلا شك خطر يتهدد الأمن القومي العربي ويستوجب موقف عربي موّحد لمواجهة أنشطته”.

وذكر وزير الإعلام اليمني الحالي معمر الارياني في الـ9 من ديسمبر الجاري أن “الخبير والقيادي في الجناح العسكري لمليشيا “​حزب الله​” اللبناني، أكرم السيد، قتل بقصف مدفعي للجيش الوطني في جبهة ام ريش بمحافظة ​مأرب”؛ مُعتبرًا مقتل السيد الذي دخل اليمن في أغسطس 2017 “ضربة موجعة لنظام طهران ومليشياته الطائفيّة”.

وأعلنت الخزانة الأمريكية في أغسطس الماضي عن مكافأة بـ5 ملايين دولار لمن يُدلي بمعلومات عن اللبناني خليل يوسف حرب، و”هو مستشار وثيق للأمين العام حسن نصر الله، زعيم جماعة حزب الله الإرهابية اللبنانية… ومنذ عام 2012 شارك في تحويل مبالغ كبيرة من المال إلى حلفاء حزب الله السياسيين في اليمن” في إشارة لجماعة الحوثي.

ولم يعرف تحديدًا العدد الفعلي لعناصر وخبراء حزب الله في اليمن، سوى من معلوماتٍ كشفها طارق صالح نجل شقيق الرئيس الراحل وقائد قوات “المقاومة الوطنية” العاملة في الساحل الغربي، والذي كشف في حوار صحفي في سبتمبر الماضي عن أكثر من 300 من خبراء حزب الله إلى صنعاء منذ 2011 لتدريب الحوثيين.

عن نوافذ

شاهد أيضاً

قيس سعيد رئيسا للجمهورية التونسية لفترة 2024_2029

أعلن رئيس الهيئة العليا للانتخابات بتونس السيد فاروق بو عسكر وبعد مصادقة أعضاء الهيئة ،قبل …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *