انطلاق موسم جني الزيتون بالسرس وسط أجواء إحتفالية شهدها مهرجان “الحلڨة” باللاس
كوثر السليطي
15 نوفمبر، 2021
وطني
576 زيارة
شهدت منطقة اللّاس من معتمدية السرس بولاية الكاف، يومي 13 و14 نوفمبر 2021، إطلاق فعاليات مهرجان “الحلڨة” السنوي في نسخته السادسة محليا والأولى دوليا تحت إشراف المجمّع الوطني للصناعات التقليدية والمهن الحرة وبمشاركة وزارات الثقافة والسياحة والمرأة إلى جانب عديد الأطراف والشركات.
وتزامنت هذه التظاهرة مع انطلاق موسم جني الزيتون في الجهة.
انتظمت فعاليات “الحلڨة” في مدينة اللّاس الموجودة في عمق سهول السّرس من ولاية الكاف وهي أقدم قرية تونسية يعود تاريخها إلى 3 آلاف سنة قبل الميلاد، وتحيط بها غابات الزياتين.
هذه المنطقة اتخذها الرومان أرضا للفلاحة ومكانا للاستحمام، فاستغلّوا عيونها الجارية في زراعة البساتين خاصة الزيتون.
وتُعرف اللّاس بالمقابر الجلمودية أو مايُعرف ب “الميغاليت”وهي آثار تاريخية في هيئة صروح شاهدة على حضارات قديمة تعود للعصرين الحجري والرونزي. وتُصنّف هذه الآثار بين أقدم الآثار في العالم صامدة لقرون رغم الإهمال.
شهدت هذه التظاهرة السنوية “الحلڨة”، نجاحا رغم بعض النقائص والعراقي. وتضمّنت برنامجا ثريا أثّثته عروض ثقافية تونسية وعربية من فلسطين والجزائر والمغرب وليبيا ومصر جمعت الفروسية والفنون التراثية وعروضا لمنتوجات وإبداعات المرأة الريفية في مختلف مجالات الصناعات التقليدية والحرف اليدوية.
كما تخلّل برنامج التظاهرة تنظيم زيارات هادفة ولقاءات إضافة إلى ندوات تمحورت حول موضوع زيت الزيتون البيولوجي واقتراح وضع علامة تجارية لتسويقه لكونه منتوج ذو جودة عالية تتميّز بها منطقة اللاّس، إلى جانب التعريف بالمخزون الحضاري والتراثي للجهة.
افتتح والي الكاف هذا الحدث الثقافي بمعيّة رئيسة المجمع الوطني للصناعات التقليدية ومديرة المهرجان ريم الحرباوي وبحضور المندوب الجهوي للثقافة ومعتمد المنطقة ورئيس بلدية المرجى وعديد الزوّار من أبناء الجهة ومن مناطق أخرى جاءوا لمواكبة موسم جني الزيتون والتزوّد بالزيوت ذات الجودة العالية والتي يتم تحويلها أو عصرها في المعاصر التقليدية التي شهدت إقبالا كبيرا من الحاضرين رغم ارتفاع الأسعار.
تعدّ “الحلڨة” من التظاهرات السنويّة الهامة التي تستقطب اهتمام عدد كبير من رائديها نظرا لعراقة المنطقة ولثراء برمجتها الثقافية المتنوعة.
وقد شهدت هذه السنةانفتاحا أكبر لتكون دوليّة بمشاركة ضيوف من دول عربية وذلك للتعريف بالمنتوج التونسي والمخزون التراثي والثقافي للبلاد التونسية والتعرّف على الثقافات الأخرى.