تحت شعار “تونس البية وعالزيتون مسمية”، شهدت قرية اللاّس من معتمدية السرس بولاية الكاف صباح اليوم السبت 13 نوفمبر 2021 تظاهرة متميّزة وفريدة في افتتاح الدورة الدولية الأولى لمهرجان الحلقة لموسم جني الزيتون.
عرف هذا الافتتاح، الذي يتواصل ليومين متتاليين، شعبية واسعة ليخرج من ضيق المحلّي إلى الانتشار الوطني ويصل اليوم إلى الشهرة العالمية والانفتاح الدولي ويشهد حضورا مكثّفا من الزوّار من تونس وخارجها على غرار الجزائر ومصر وليبيا والمغرب وفلسطين.
يهدف مهرجان الحلقة لموسم جني الزيتون باللاّس إلى التعريف بالمخزون الثقافي وتثمين الموروث الحضاري وتميّز هذه المنطقة بإنتاج زيت الزيتون ذو الجودة العالية والمعروفة منذ القِدم والسّعي نحو ترويجه وتسويقه وسط احتفال بهيج تضمّن عروضا فلكلورية وموسيقية متنوّعة على غرار رقصة الحصان على الموسيقى الشعبية وتناغم حركاته مع إيقاع الطبل في عرض الفروسية إضافة إلى عرض موسيقي تراثي أمازيغي (المغرب) وعرض لــ “فرقة الفنون الشعبية الليبية”.
كما تميّز هذا الحفل بحضور الدبكة الفلسطينية التي ساهمت في نشر الفرحة وزرع البهجة الواضحة على محيّى الحضور وخاصة متساكني قرية اللاّس الذين تفاعلوا بكلّ جوارحهم مع هذه التظاهرة المنتظرة بفارغ الصبر سنويا لأنها المتنفّس الوحيد للترفيه عن أنفسهم كذلك شهد حضورا للأطفال للفُرجة والتمتّع.
كما تضمّن المهرجان تنظيما لندوتين، الأولى حول مجمع الزيت بالشمال الغربي للنهوض بقطاع زيت الزيتون، والثانية حول تاريخ اللاّس وآثار فجر التاريخ.
وشهد المهرجان أيضا حصة تذوّق لمنتوج قرية اللاّس في الزيت الزيتون البيولوجي وعرض آلات عصره وبعض الغراسات لشجرة الزيتون بهذه المنطقة التي سمّيت بمطمورة روما والتي تزخر بآثار تعود للحقبة الجلمودية (الميقاليت) وأخرى تعود للعهد الروماني.
قام بتنظيم هذه الاحتفالية الموسميّة المتميّزة “المجمّع الوطني للصناعات التقليدية والمهن الصغرى” برئاسة السيدة ريم الحرباوي مديرة المهرجان التي لم تدّخر جهدا في سبيل التعريف بمنطقتها والسعي لإنجاح هذه التظاهرة في ظلّ تنامي العراقيل على غرار العيش داخل مجتمع ذكوريّ يرفض أن يكون للمرأة دورا قياديّا كالمساهمة في إنجاح المسار التنموي في بلادها متناسيا أنّ المرأة هي نصف المجتمع وسبب وجود النصف الآخر.
إلى جانب مشاركة بلدية المرجى (معتمدية السرس) وبدعم “الديوان الوطني للصناعات التقليدية”، ووزارات الثقافة والسياحة والفلاحة والمرأة وشركات خاصة.
كما تمّت زيارة معصرة تقليدية لعصر الزيتون يعود تاريخها الى سنة 1920، تعرّف فيها الزوّار إلى طرق العصر والآلات المستعملة لينتج ذهبا أخضر ناصع أبهر الناظر ببريقه كحجّة دامغة لجودته وحلاوة مذاقه.