قابس البية تعاني مشاكل إنسانية
نوافذ
13 أكتوبر، 2021
ملفات
1,170 زيارة
تعتبر ولاية قابس من أهم ولايات الجمهورية التونسية، اذ تتميز بخليجها الممتد على أغلب مناطقها. تجمع بين الواحة والجبال والصحراء. وهي ذات مناخ جميل ومعتدل. يقطنها حولي 150 الف ساكن إلّا أنه منذ أكثر من 43 عاما تعاني ولاية قابس من معضلة التلوث الذي فتكت بجمالها وبصحة متساكنيها. اذ يعدّ المجمع الكيميائي المتمركز في شط السلام سبب ازمتها البيئة والانسانية؛ فالغازات التي تنبعث منه هي غازات سامة، اضافة الى وجود افرازات لمادة الفوسفوجيبس التي يتم ضخّها في البحر مما تسبب في فقدان الثروة السمكية. كما اصبحت أغلب مناطقها محجرة وغير صالحة للسباحة. فمتساكنوها محاصرون بشبح الموت الذي يتربص بهم في كل لحظة لنجدها الأولى في نسبة الإصابة بمرض السرطان بالإضافة إلى عديد الامراض الاخرى مثل ضيق التنفس والأمراض الجلدية والعقم والتشوهات الخلقية وغيرها.
تعتبر ولاية قابس جنة على وجه الأرض إلاّ أن المجمع الكيميائي قضى عليها وعلى مواردها وثرواتها وخيراتها بل وعلى متساكنيها. فأهالي قابس طالبوا برحيل هذا العدوّ الماكر إلّا أن محاولاتهم باءت بالفشل.
إنّ التلوث في قابس لا يقتصر فقط على الهواء بل ما خفي كان أعظم، لنجد أكوام من القمامة هنا وهناك تغزو أبرز واجمل مناطقها ولعل أهمها منطقة شننّي التي تحولت الى ركام من النخيل اليابس ومناءها المليء بالقوارير المرمية فارغة كذلك الشواطىء والسوق الأسبوعية والمعاهد والمدارس.
إنّ هذا المشهد فعلا مريع، والسوال الذي يطرح نفسه “أين السلطات الجهوية في ولاية قابس؟ أين البلدية؟ أين الوالي؟ أين المنظمات الحقوقية؟ أين منظمات المجتمع المدني؟”
إنّ هذا الوضع الكارثي مسؤولية كل الأطراف، وخاصة المواطن والبلدية. و لإنقاذ ما يجب انقاذه لابدّ من المسؤولين والقادة أن يراجعوا انفسهم والقيام بدورهم لافتكاك مدينة قابس من براثن التلوث التي اضرّت بالبلاد والعباد. كما تجد الإشارة إلى أن المنظومة الصحية في قابس مهترئة إلى جانب خطورة الوضع، لذا وجب التدخل السريع من المسؤولين.
لمياء بنعون