الرئيسية / عالم الطب / “السلالة البريطانية”لفيروس كورونا: ماذا نعرف عنها،وكيف ظهرت وما مدى خطورتها.

“السلالة البريطانية”لفيروس كورونا: ماذا نعرف عنها،وكيف ظهرت وما مدى خطورتها.

ظهرت منذ أيام قليلة، السلالة الجديدة من فيروس كورونا الجديد في عدة مناطق من الجمهورية التونسية حيث سُجلت اكثر من 144 حالة منتشرة في 16ولاية تونسية حسب آخر إحصاء لوزارة الصحة.
وهذه السلالة ظهرت أول مرة في معظم أنحاء بريطانيا والآن تنتشر في أكثر من 100 بلد في العالم.
وإثر ظهور “المتطور البريطاني” قام العديد من الباحثين بريطانيون وأمريكيون بتدارس هذه السلالة وتم الإجابة على بعض التساؤلات حول التحول الكبير في الفيروس الذي يمكن أن يؤدي إلى ظهور أعراض أكثر حدة أو تقلل من فاعلية اللقاحات التي أصبحت تشكل أملا متزايدا في إيقاف انتشار الفيروس.
من هذه التساؤلات:
1- ماذا نعرف عن السلالة الجديدة من فيروس كورونا الجديد (سارس –كوفي -2)؟
تمت تسمية السلالة الجديدة باسم VUI-202012/01، وهو اختصار لعبارة “أول سلالة فيروسية قيد البحث في ديسمبر 2020″، وتتميز هذه السلالة بوجود 23 تغييرا أو طفرة، أهمها هي الطفرة التي حدثت في “بروتين الشوكة” الذي يستخدمه الفيروس للارتباط بالخلية البشرية (حيث يرتبط بالمستقبل المسمى الإنزيم المحول للأنجيوتنسين2 (ACE2) على سطح الخلية).

2- كيف تم التعرف على وجود هذه السلالة؟
تم التعرف عليها من خلال وحدة الجينوم الخاصة بمرض كوفيد-19 بالمملكة المتحدة، والتي تقوم بقراءة حروف الجينات الخاصة بالفيروس من عينات عشوائية تم جمعها من المرضى المصابين في أنحاء البلاد.
وهذا التحوّر الجديد مرتبط بشدة الإصابة وارتفاع عدد حالات دخول المستشفى.

3-ما مدى انتشار هذه السلالة؟
اكتشفت الحالة الأولى من هذه السلالة في شهر سبتمبر من العام الماضي . وقد ظهرت الحالات بشكل أساسي في جنوب شرقي بريطانيا ، لكنها تواجدت أيضا في اسكتلندا وويلز لتنشر بعد ذلك في أكثر من 100دولة حسب الأبحاث المعتمدة.
ويعتقد الباحثون أيضا أن هذه السلالة قد تطورت داخل المملكة المتحدة ولم تأتِ من الخارج ثم انتقلت بعد ذلك إلى الخارج.

4-هل تنتشر هذه السلالة بالفعل بشكل أسرع؟
تشير نتائج الأبحاث أن السلالة البريطانية  أكثر انتشار في الأوساط وبسهولة أكبر من السلالة الأصلية للفيروس.
كما تبين أن لل”المتحور البريطاني” 23 تحوّرا في طفرتها الجينية بعضها ينتشر بسهولة.
أما قدرتها على العدوى فهي أكثر بنسبة تتراوح بين 40٪ و 70٪ من السلالات الأخرى:السلالة الأفريقية والسلالة البرازيلية التي أُكتشفت في اليابان لدى مسافرين قادمين من البرازيل لذلك سميت بالمتحورة البرازيلية.

5- هل كان حدوث هذه الطفرة متوقعاً؟
تتكون المادة الوراثية لفيروس كورونا الجديد (سارس-كوفي-2) من الحمض النووي الريبوزي أو ما يعرف اختصارا بالرنا RNA (وهو يختلف عن المادة الوراثية الخاصة بنا نحن البشر، والتي تتكون من الحمض النووي الريبوزي منقوص الأكسجين أو الدنا DNA).

وعلى عكس الـ DNA الذي يتميز بقدر كبير من الثبات وقلة حدوث الطفرات، فإن الحمض النووي الريبوزي RNA تحدث فيه الطفرات كثيراً بشكل طبيعي. وقد تم رصد آلاف الطفرات منذ ظهور الفيروس (بينها 4000 طفرة في الجين الخاص ببروتين الشوكة)، لكن القليل منها قد يحدث تغييرا ملموسا في أداء الفيروس وقدرته على العدوى أو التسبب في زيادة شدة المرض ومضاعفاته.

​6- هل السلالة الجديدة أكثر خطورة؟
حسب دراسة حديثة فإن المتحور البريطاني يمتاز بكثرة عدد البروتينات الشوكية عن المعدل الطبيعي في الفيروس مما يؤدي إلى نقل المرض بصورة أعلى وأسرع  لكن هذا لا يعني بالضرورة أن هذا يجعلها أكثر خطورة أو تأثيرا أو قدرة على إحداث المضاعفات. فالسلالة السابقة من هذا الفيروس نفسه والتي تدعى D614G مثلا يعتقد أنها ترتبط بزيادة قدرة الفيروس على الانتشار والعدوى، حتى أنها صارت السلالة الأكثر انتشارا في المملكة المتحدة وأميركا والدول الاروبية.
لكن هذا لا يعني أنها تؤدي إلى أعراض أكثر حدة من غيرها.

7- هل ما زالت اللقاحات مفيدة؟
اللقاحات الموجودة والمتوفرة الجديدة تستهدف بروتين الشوكة الخاص بالفيروس، تعمل هذه اللقاحات على الدخول إلى الجسم وتحفيزه على إنتاج أجسام مضادة وخلايا مناعية ضد البروتين S (بروتين الشوكة) لهذا الفيروس.
إذا أصيب الجسم بالفيروس الطبيعي فيما بعد، فستتعرف خلايا المناعة بسرعة على البروتين S الموجود على سطحه، وتقوم بمهاجمة الفيروس وتمنع حدوث المرض.

تجدر الإشارة إلى أن بعض اللقاحات المتوفرة تتسبب في إنتاج العديد من الأجسام المضادة ضد أجزاء متعددة من بروتينات الفيروس الأخرى.

على الرغم من أن السلالة المحوّرة البريطانية من فيروس كورونا التي نتحدث عنها تحتوي على طفرة في بروتين الشوكة، فهناك احتمال نظري محدود بأن يتسبب هذا التغيير في تقليل فاعلية اللقاحات.

فحدوث تغير واحد في المورثة التي توجه صنع هذا البروتين قد لا يكون مؤثرا بشكل كبير على إنتاج الأجسام المضادة.

ليس هناك دليل حتى الآن على تأثير الطفرة المذكورة على فعالية اللقاحات الموجودة حالياً خصوصا أن بعض الدول من أيام قليلة استلمت اللقاحات و بدأت بالتلاقيح في فترة وجيزة متأخرة.
لكن إذا تكونت طفرات عديدة وتراكمت، فقد يتسبب هذا في المستقبل بالفعل بتقليل هذه الفاعلية، فذلك هو ما يحدث مع فيروس الإنفلونزا الموسمية الذي تحدث فيه طفرات كثيرة كل عام.

ونتيجة لهذه التغييرات، يجب عمل لقاحات الإنفلونزا ضد السلالات الأكثر انتشارا كل سنة.

ولحسن الحظ، لا تحدث الطفرات في فيروس كورونا “المتحور”(سارس-كوفي-2) بنفس سرعة حدوثها في الإنفلونزا الموسمية.

لذا يمكن تعديل اللقاحات الفعالة ضد فيروس كورونا الجديد بشكل سهل نسبيا إذا استدعى الأمر ذلك حسب الأبحاث المجراة.

وإذا تبين أن اللقاحات لا تؤدي إلى حماية كافية من الفيروس، أو إذا أصيب من أخذوا اللقاح بعدوى متكررة، كما يحدث في بعض البلدان فقد يستدعي هذا مزيدا من الأبحاث لفهم هذا التغيير والتعامل معه.

عن كوثر السليطي

شاهد أيضاً

اليـــوم العـــالمي لمكافحـــة السيـــدا 2022 تحت شعار “المسـاواة … فـي الوقـــاية والعـــلاج” “EGALISER”

تحتفل تونس مع سائر بلدان العالم باليوم العالمي لمكافحة السيدا الموافق لغرة ديسمبر من كل …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *