إستمرار هجوم ماكرون وغضب عربي إسلامي
كوثر السليطي
24 أكتوبر، 2020
وطني
1,381 زيارة
خلال مراسم تأبين مدرّس التاريخ الذي قُتل أمام طلابه في مدرسة إعدادية، تعهّد الرئيس الفرنسي ماكرون في تصريحاته يوم الأربعاءالفارط 21 أكتوبر 2020 بتكثيف التحركات ضدّ ما أسماه “الإسلام المتطرّف”.
وقد اعتبر الرئيس الفرنسي أن المدرّس كان يجسّد مبدآ الجمهورية والحرية المبنية عليهما الدولة الفرنسية.
وصرّح ماكرون أن بلاده ستستمرّ بنشر الرسوم الكاريكاتورية الساخرة وكان يقصد تلك المسيئة للدين الإسلامي، وأنها ستتصدى لما وصفه ب”الانعزالية الإسلامية الساّعية إلى إقامة نظام مواز وإنكار الجمهورية الفرنسية”.
وأضاف رئيس فرنسا بأسلوب استفزازي”سنُعلّم السّخرية”.
وأكّد أن دولته تدعم حرية الصحافة والتعبير وتحميهما معتبرة أن كل من عرض أو نشر رسوم كاريكاتورية يندرج ضمن حرية التعبير والصحافة.
“لن يهنأ المتطرفون بالنوم في فرنسا”هكذا توعّد ماكرون وهكذا نفّذ حيث قامت الحكومة الفرنسية بحملة إعتقال واسعة شملت 15 شخصا منهم تلاميذ كما قامت بغلق هيئات ذات طابع إسلامي منها مساجد وتتوعّد بطرد قرابة 231 أجنبيا من فرنسا وفتح قرابة 80 تحقيقا بشأن “الكراهية”على الأنترنات.
وقد سمحت الحكومة الفرنسية بعرض رسوم كاريكاتورية مسيئة لرسولنا الكريم محمد عليه افضل الصلاة وأزكى السلام على واجهات فنادق ومتاجر ومعالم فرنسية ممّا أثار سخط وغضب المسلمين.
الحملة التي تشنها فرنسا على الإسلاميون وتصريحات الرئيس الفرنسي حول الرسوم الكاريكاتورية ، التي أساءت للرسول صلى الله عليه وسلّم في المدارس والأوساط العامّة وسط حالة من التّوتّر تشهدها الشوارع الفرنسية،رآه البعض أنه إستفزاز صارخ للأمّة الإسلامية جمعاء والتي دعت ل(مقاطعةالمنتوجات الفرنسية).
وأمام سكوت رهيب للحكام العرب وغياب المواقف السياسية الحقيقية، ندّدت جهات رسمية في كل من الأردن وتركيا والكويت إلى جانب منظمة التعاون الدولي بتصريحات الرئيس الفرنسي ماكرون العنصرية الأخيرة التي مازالت إلى الآن تثير غضب و سخط المسلمين.
ويُعتبر الموقف التركي الأكثر جرأة حيث صرّح الرئيس التّركي رجب طيّب أردوغان أن “ماكرون يحتاج إلى علاج نفسي ولا أعرف ما مشكلته مع الإسلام والمسلمين”.
وأضاف أن فرنسا تعتبر نفسها قلعة العلمانية والحريات بغرض الرسوم الكاريكاتورية المسيئة لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم مرّة أخرى يعتبر من أبشع أشكال الابتذال ولا يندرج تحت حدود الحرية إنما يُعدّ معاداة الإسلام بشكل صارخ”.
تصريحات الرئيس التركي اردوغان لم تُعجب الحكومة الفرنسية وٱستنكرتها مما جعلها تستدعي سفيرها في أنقرة للتشاور بعد أن رأت أنّ تصريحات هذا الأخير تعتبر إهانة للرئيس ماكرون وللدولة الفرنسية ككل.
وتزامن ذلك مع موجة غضب وحملات مقاطعة للبضائع الفرنسية أطلقها النّاشطون عبر مواقع التّواصل الإجتماعي نصرة الرسول عليه افضل الصلاة وأزكى السلام.
حملة مقاطعة المنتوجات الفرنسية تصدّرت منصات التّواصل الإجتماعي في العالم العربي والإسلامي.
حملة إحتجاجية على استمرار الإساءة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ،تصدّرت فيها الشعارات المناهضة لفرنسا صفحات التواصل الاجتماعي منها (مقاطعة المنتوجات الفرنسية _إلاّ رسول الله _رسولنا خطّ أحمر …). وقد وجدت هذه الحملة صدى واسعا على المستوى العالمي والعربي إنضمت إليها العديد من المؤسسات في العالم العربي.
وللتّذكير فإن المدرّس الفرنسي قُتل الأسبوع الفارط قرب إحدى المدارس الفرنسية في العاصمة باريس على يد شاب من أصول شيشانية بالغ من العمر 18سنة بسبب عرضه لصور ورسوم كاريكاتورية تسيء للإسلام ولشخص نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.