نظّمت وكالة إحياء التراث والتنمية الثقافية بالتعاون مع المعهد الوطن للتراث وبإشراف وزارة الشؤون الثقافية اليوم السبت 21 أفريل 2018 زيارة لفائدة الصحافيين لمعالم مدينة القيروان.
تندرج هذه الزيارة في إطار تجسيم الاتفاقية المبرمة بين وزارة الثقافة والنقابة الوطنية للصحافيين التونسين وقد تزامنت مع الاحتفاء السنوي بشهر التراث الذي انطلق يوم 18 أفريل وينتهي يوم 18 ماي 2018.
وفي هذا الإطار أفادت كاهية المدير بوكالة إحياء التراث السيدة ليلى الدغري أنّ الهدف من هذه الزيارة هو مزيد التعريف بما تزخر به مدينة القيروان من معالم حضارية ومن تراث مادي ولا مادي مشيرة إلى أنّ هذه الزيارة تسعى إلى الترويج لهذه المعالم للمساهمة في تنمية السياحة الثقافية وتنويع المنتوج السياحي لبلادنا.
وقد قام باصطحاب الصحافيين وتقديم المعالم والتعريف بها الباحث بالمعهد الوطني للتراث والمتفقد الجهوي للتراث بالوسط الغربي الأستاذ جهاد سويد.
انطلقت الزيارة بفسقية الأغالبة بنظرة شاملة على معالم الفسقية وما يحيط بها من فوق وكالة إحياء التراث بالقيروان ثمّ تكون لنا زيارة إلى جامع عقبة ابن نافع وتليه زيارة مقام الصحابي أبي زمعة البلوي وأخيرا زيارة متحف الفنون الإسلامية برقادة.
وكانت استراحة الغذاء بمطعم “النقشة” حيث تميّزت تركيبته الفنية بروح مستوحاة من المعالم الأثرية والحضارة القيروانية تسلب اللب وتغوص بك في زوايا التاريخ.
1- زيارة فسقية الأغالبة:
تعدّ فسقية الاغالبة بالقيروان،المصنّفة ضمن التراث العالمي منذ سنة 1988، من أهم المنشآت المائية فى الحضارة الإسلامية حيث تشهد على براعة الأغالبة في فن العمارة.
لذلك لا يمكن لأي شخص أن يزور مدينة القيروان التونسية، دون أن يمر على “فسقية الأغالبة” أو ما كانت تسمى “برك الأغالبة”، ذلك المعلم المائي الضارب في القدم، والذي استطاع ترويض المياه عبر قرون.
وقد قاوم هذا المعلم المائي كل عوامل الاندثار عبر قرون عديدة، ليبقى شاهداً على براعة الأغالبة في فن العمارة، وحنكتهم، وحسن استغلالهم للموارد المائّية في منطقة كثيراً ما عرفت بقلّة هطول الأمطار.
مزيد من المعلومات الدقيقة بهذا الفيديو:
2- زيارة جامع عقبة ابن نافع:
هو مسجد بناه عقبة ابن نافع في مدينة القيروان التي أسّسها بعد فتح افريقية على يد جيشه. كان الجامع حين إنشائه على أغلب الظن بسيطاً صغير المساحة تستند أسقفه على الأعمدة مباشرة، دون عقود تصل بين الأعمدة والسقف.
حرص الذين جددوا بناءه فيما بعد على هيئته العامة، وقبلته ومحرابه، وقد تمت زيادة مساحته كثيرا ولقي اهتمام الأمراء والخلفاء والعلماء في شتى مراحل التاريخ الإسلامي، حتى أصبح معلماً تاريخياً بارزاً ومهما.
و يعتبر المسجد الجامع بالقيروان من أضخم المساجد في الغرب الإسلامي وتبلغ مساحته الجملية ما يناهز 9700 متر مربع ومقياسه كالتالي ما يقارب 126 متر طولا و 77 متر عرضا وبيت الصلاة فيه واسع ومساحته كبيرة يستند إلى مآت الأعمدة الرخامية هذا إلى جانب صحن فسيح الأرجاء تحيط به الأروقة ومع ضخامة مساحته فجامع القيروان الكبير أو جامع عقبة بن نافع يعد أيضا تحفة معمارية وأحد أروع المعالم الإسلامية.
مزيد من المعلومات الدقيقة بهذا الفيديو:
3- زيارة مقام الصحابي أبي زمعة البلوي:
ضريح سيدي الصحبي أو زاوية سيدي الصحبي أو مقام أبي زمعة البلوي أقيم تخليدا لذكرى الصّحابي الجليل أبي زمعة البلوي ويسميه أهل القيروان السيّد. يرجع تاريخ بناء المقام إلى عهد حمودة باشا المرادي سنة 1072هـ /1663م وتولّى محمد بن مراد إعادة بناء الضريح.
والمقام عبارة على مركب معماري يتألف من عدة عناصر من اهمها المخزن وهو المستودع الذي يقع على يسار المدخل الرئيسي، وفيه كانت تخزن جميع المواد والمنتوجات التي كانت تخص المقام، ويحتوي المقام أيضًا على طابق علوي يسمى باللهجة التونسية “العلي” وكان مخصصًا للباشا وفي فترة لاحقة أُستعمل كمأوى للضيوف الكبار الوافدين على المقام.
وهناك أيضًا المدرسة التي تتكون من حجرات للطلبة ومصلى، كما تعلو هذا الجزء مئذنة المقام، ويعود بناء المئذنة الى ما بين عام 1685م و1690م . والجزء الأخير من المقام هو الزاوية، والتي تعتبر الأكثر جمالًا وتقع فيها غرفة الضريح. تطل هذه الغرفة على باحة فسيحة محاطة بالأروقة المسقوفة من الجوانب الأربعة وهي مليئة بالنقوش والزخارف، بحيث تجعل من المقام تحفة معمارية تجذب الزوار من كل مكان.
مزيد من المعلومات الدقيقة بهذا الفيديو:
4- زيارة متحف الفنون الاسلامية برقادة:
هو متحف مختص بالفن الاسلامي ويقع في الموقع الأثري في مدينة رقادة قرب القيروان في تونس.
المتحف يهتم بالفن الإسلامي في القرون الوسطى، ويحتوي على آثار تأتي من القيروان ورقادة والمنصورية، هذه الأخيرة هي مدينة أميرية أسسها الفاطميون سابقا.
خصصت قاعة المدخل إلى جامع عقبة ابن نافع بالقيروان ويحتوي على محراب الجامع مماثل له والذي أعيد تشكيله، وكذلك على مجسم للجامع ككل.
الغرفة الثانية تحتوي على مجموعة من الخزف ترجع إلى الفترة التي كانت فيها رقادة تحت حكم خارجي (القرنين التاسع والعاشر).
جزء آخر من المتحف يحتوي على مجموعة من العملات لعصور مختلفة تمثل التاريخ الإقتصادي لإفريقية لمدة تفوق الستة قرون.
مجموعة المحتويات الأكثر أهمية وشهرة هي تلك القرآنية المخطوطة بالخط العربي، والتي تمثل مجموعة بارزة من المخطوطات والأوراق التي في الأصل تنتمي لمكتبة جامع عقبة بن نافع بالقيروان. من بين جواهر هذه المجموعة يوجد صفحات المصحف الأزرق الذي يعود تاريخه إلى القرن العاشر.
مزيد من المعلومات الدقيقة بهذا الفيديو:
5- ملخص الزيارة:
تميّزت هذه الزيارة بتنوّع المعالم الأثرية بمدينة القيروان وثرائها ممّا تحفّز الناظر إلى مزيد الغوص في التاريخ.