بيان عاجل من العباسية للصحة النفسية بشأن “رامز مجنون رسمي”
نوافذ
27 أفريل، 2020
أخبار المشاهير, برامج تلفزية وإذاعية
919 زيارة
أصدرتمستشفى العباسية للصحة النفسية، اليوم الاثنين 27 أفريل 2029، بيانًا عاجلًا ضد برنامج “رامز مجنون رسمي” الذي يعرض على إحدى القنوات الفضائية، بداية من الموسم الرمضاني الحالي.
رجاء في نص البيان: “نظرًا للظروف الصعبة الحالية، التي يمر بها العالم أجمع من تفشي وباء فيروس كورونا، وحالة القلق والخوف والتوتر المسيطرة على معظم شعوب العالم، وتماشيًا مع التوجيهات الحكومية، بوضع صحة المواطن المصري في الأولوية وتقديم كل الخدمات الطبية المتاحة، للحفاظ على صحة المواطن، وإيمانا منا بدور الطب النفسي، في رفع الحالة المعنوية، واستقرار الحالة النفسية للمواطن المصري، فقد لاحظنا باهتمام برنامج الممثل رامز جلال رامز مجنون رسمي، الذي يعرض يوميًا على إحدى القنوات الفضائية الخاصة، ووجدنا أن البرنامج يحمل كثيرًا من العنف والتعذيب والسخرية والاستهانة بالضيوف، والتلذذ بالآلام التي يسببها للأخرين، وممارسة التنمر عليهم، وسط ضحكات مقدم البرنامج، وبما يتنافى مع آدمية الإنسان والإنسانية، التي يجب أن يتعامل الناس بها، مع بعضهم، مما يعد استهانة بالقيم الإنسانية، وخطورة شديدة من نشر تلك السلوكيات المرضية، وما تتضمنه من التلذذ بتعذيب الأخرين والحط من كرامتهم الإنسانية، وهذا ما نراه يمثل خطرًا وشيكًا وتهديدًا على الصحة النفسية للمواطن المصري، ومشاهدي البرنامج، كبارا وصغارا، متمثلة في النقاط الطبية الآتية:
أولًا: اسم البرنامج “رامز مجنون رسمي” يسيء للمرض النفسي والمريض النفسي، ويزيد من وصمة المرض النفسي والتي تحاول الدولة جاهدة في إزالة هذه الوصمة، حسب قانون رعاية المريض النفسي رقم 71 لسنة 2009م.
ثانيًا: وجود تهدیدات محتملة على الصحة النفسية للطفل، حيث إن الطفل يميل إلى تعلم سلوكياته بالتقليد، وليس بالأوامر، خاصة الصغير الذي لا يملك القدرة على التمييز، حيث أن الطفل في المرحلة العمرية الابتدائية والإعدادية لا يمتلك القدرة على التجريد وبالتالي لا يمكنه فهم المغزى الخفي وراء المعنى، وإنما ينساق بسهولة خلف التصرفات الظاهرة للأشخاص، وهو يمثل خطورة شديدة على الطفل، لو قام بتقليد هذا السلوك العدواني، والتعذيب والعنف الموجود في البرنامج.
ثالثًا: ميل العديد من مقدمي هذه النوعية من البرامج إلى بعض الممارسات والتي قد تعد أعراضًا لاضطرابات نفسية مثل التباهي بممارسة نفوذهم “النرجسية” وقدرتهم بل واستمتاعهم بقهر الضيوف “التنمر” والتلذذ بالمعاناة والتعذيب للأخرين “السادية”، وهو عامل مؤثر في تغيير سلوك المواطن، ليمارس هذه الأعراض المرضية الخطيرة عن طريق النمذجة وهي إرسال رسالة للشباب أن هؤلاء الأشخاص وسلوكياتها هي نماذج يحتذى ويقتدي بها، مما يؤدي إلى انتشار هذه الممارسات بين أفراد المجتمع.
رابعًا: ضيوف البرنامج، لهم إحدى احتمالين أولهما أن يكونوا لا يعلمون مسبقًا ما سيحدث أثناء الحلقة، فهذا يمثل احتمالية عالية في ظهور أعراض القلق والتوتر، وكذلك نوبات الخوف والهلع أو اضطراب ما بعد الصدمة لاحقًا، ومنهم اصحاب رسالة إعلامية محترمة، من شأنها أن ترتقي بمشاعر الإنسان، وبعضهم قدم الكثير من الناس في مختلف المجالات الفنية والرياضية والإعلامية، أو أن يكون الاحتمال الثاني وهو أنهم يعرفون ما سيحدث لهم مسبقًا، وتلك رسالة سلبية شديدة الخطورة لكل أفراد الشعب المصري وهي أن الغاية المكتسبات المالية تبرر الوسيلة بقبول الذل والخضوع وتحقير النفس، وهذا بالتأكيد لا يمثل الفن والفنان المصري العظيم، صاحب البصمة الإيجابية في جميع الشعوب العربية
خامسًا: إن عرض هذه الأساليب يؤدي إلى خفض حساسية إلى تلك الممارسات والتطبيع مع هذه السلوكيات؛ مما يؤدي إلى انتشارها كالنار في الهشيم فقد نرى هذه التصرفات مصورة منزليا لعمل تحدي ما على مواقع التواصل الاجتماعي.
سادسًا: وجود خطر وشيك من حدوث رابط شرطي للمواطن المصري بين التعذيب بالكهرباء أو بالوسائل الأخرى السادية، في البرنامج، بالمتعة والدعابة والضحك، وهو ما يمثل الحض على سلوك إجرامي وتصويرها بشكل ساخر.
سابعًا: مما سبق يتبين خطورة ما سبق سيؤدي إلى انتشار السلوكيات المشينة، وارتفاع اضطرابات الشخصية، والاضطرابات النفسية للمواطن المصري، مما يؤدي إلى ضعف الإنتاجية، والتأثر سلبا على الدخل القومي للبلاد.
ومما سبق عرضه من حقائق علمية، وحرصا منا على الصحة النفسية للمجتمع المصري، وكذلك الذوق العام، والقيم المصرية النبيلة، تلتمس من المستشار النائب العام المصري والمجلس الأعلى للإعلام التدخل الفوري وفتح تحقيق عاجل في الموضوع، وتشكيل لجنة من المجلس القومي للصحة النفسية لدراسة وقف هذا البرنامج وسيكون مثل هذا القرار الحكيم من حماة هذا الوطن وعين الشعب والمدافعين عنه مرجع ورادع لمواجهة تلك النوعيات من البرامج التي تؤثر بالسلب على الصحة النفسية للمواطن والمجتمع، حتى يتسنى اتخاذ ما يلزم مما من شأنه الحفاظ على الصحة النفسية للمواطن، وكذلك المعاني السامية للإنسان المصري الأصيل”.